في ظل الجدل الدائر حاليا حول مكان إقامة نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عقب اعتذار المغرب عن استضافتها مطلع العام المقبل، تشهد الجولة الخامسة للتصفيات المؤهلة للبطولة (الجولة قبل الأخيرة) مجموعة من المباريات الهامة والحاسمة.
ولم يحدد الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) الدولة التي سوف تستضيف البطولة التي من المقرر أن تقام بعد شهرين تقريبا، بعدما أصرت المغرب على عدم إقامتها على ملاعبها بسبب مخاوفها من انتشار فيروس (إيبولا) القاتل الذي أودى بحياة أكثر من 5 آلاف شخص حتى الآن في القارة السمراء.
وتشهد المجموعة السابعة مواجهة من العيار الثقيل بين المنتخب المصري وضيفه منتخب السنغال بملعب القاهرة الدولي بعد غد السبت.
ويحتل المنتخب المصري المركز الثالث في ترتيب المجموعة برصيد ست نقاط من انتصارين وهزيمتين، متأخرا بفارق نقطة واحدة عن نظيره السنغالي الذي يحتل المركز الثاني.
ويأمل منتخب مصر، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة (سبع مرات)، في مواصلة صحوته في التصفيات عقب فوزه في مباراتيه الأخيرتين أمام نظيره البوتسواني لينعش آماله من جديد في حجز إحدى بطاقتي التأهل إلى النهائيات، معوضا خسارته في الجولتين الأولين في التصفيات أمام السنغال وتونس.
ولا بديل أمام المصريين سوى حصد النقاط الثلاث من أجل المحافظة على آمالهم في التأهل إلى البطولة التي غابوا عنها في النسختين الماضيتين، لاسيما وأن الفريق تنتظره مواجهة أخرى غاية في الصعوبة يتطلع للفوز بها أيضا أمام مضيفه التونسي في الجولة الأخيرة في 19 تشرين ثان/نوفمبر الجاري.
ويفتقد المنتخب المصري مجموعة كبيرة من عناصره الأساسية بسبب الإصابة ،وفي مقدمتهم المهاجم الشاب عمرو جمال الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة بالإضافة إلى اللاعب المخضرم حسني عبد ربه والظهير الأيسر محمد عبدالشافي والمدافع سعد الدين سمير وصانع الألعاب أيمن حفني وكذلك حارس المرمى شريف إكرامي. وأمام هذه الغيابات العديدة التي ضربت صفوف الفراعنة مؤخرا استعان شوقي غريب المدير الفني لمنتخب مصر بخدمات المهاجم المخضرم عماد متعب، الذي عاد لصفوف الفريق بعد فترة غياب طويلة، كما ضم أكثر من وجه جديد لقائمة الفريق مثل عرفة السيد ومحمد سالم وبهاء مجدي ومحمود حسن “تريزيجيه” الذي ربما يدفع به غريب منذ البداية في ظل تألقه اللافت مع فريقه الأهلي في الدوري المصري مؤخرا.
كما يعول غريب أيضا على هداف الفريق محمد صلاح مهاجم تشيلسي الانجليزي وصانع الألعاب وليد سليمان ولاعبي وسط الملعب محمد النني وعمرو السولية والظهير الأيمن أحمد فتحي. وصرح غريب في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل المباراة : “الإصابات ستجبرنا على تغيير طريقة اللعب والتشكيل في مباراة السنغال، هذا أمر طبيعي”.
وأضاف المدرب المصري :”لا أحب التحدث كثيراً عن الإصابات لأن لدينا لاعبين مميزين يمكنهم تعويض الغيابات وتحقيق ما نريده، ونحن نعتمد عليهم في ذلك”. وتابع :”نأمل أن نحافظ على تركيزنا لنحقق طموحات شعب مصر ونحافظ على اسم هذا البلد الكبير”.
في المقابل، يرغب المنتخب السنغالي في الفوز بالمباراة من أجل التأهل رسميا للنهائيات قبل لقائه السهل مع ضيفه منتخب بوتسوانا في الجولة الأخيرة، أو على الأقل الحصول على نقطة التعادل حتى لا يجعل مصيره في الصعود للبطولة معلقا بنتيجة مباراة تونس مع مصر.
ولم ينضم المهاجم الخطير ديمبا با لقائمة الفريق في ظل أنباء عن وجود خلافات بينه وبين الفرنسي آلان جيريس مدرب الفريق الذي فضل الاستعانة بخدمات ديافرا ساخو مهاجم ويستهام الانجليزي، كما انضم للقائمة أيضا كل من مامي بيرام ضيوف وساديو ماني اللذين أحرزا هدفي منتخب أسود التيرانجا في مرمى الفراعنة في لقاء الفريقين بالدور الأول الذي انتهى بفوز السنغال بهدفين نظيفين.
وتحوم الشكوك بقوة حول مشاركة بايس سيسيه وقائد الفريق مامو ديامي في المباراة بسبب الإصابة. وكانت سلطات الأمن المصرية قد وافقت على حضور 25 ألف متفرج فقط لمؤازرة المنتخب المصري خلال اللقاء. وفي المجموعة ذاتها، يخرج المنتخب التونسي المتصدر برصيد عشر نقاط في نزهة إلى العاصمة البوتسوانية جابروني لمواجهة منتخب بوتسوانا متذيل الترتيب بلا رصيد من النقاط غدا الجمعة.
ويكفي المنتخب التونسي، الفائز باللقب عام 2004، الحصول على نقطة التعادل فقط من أجل التأهل رسميا إلى النهائيات دون انتظار مباراته المرتقبة مع ضيفه المصري، حيث تبدو مهمة نسور قرطاج سهلة للغاية في بلوغ النقطة الحادية عشرة أمام المنتخب البوتسواني الذي خسر في جميع مبارياته الأربع التي خاضها في التصفيات حتى الآن. وسيعود إلى قائمة الفريق نجمه ياسين الشيخاوي بعد انتهاء إيقافه، بينما يغيب يوسف المساكني وصابر خليفة للإصابة ووهبي الخزري للإيقاف. وفي المجموعة الأولى، تبدو مهمة المنتخب السوداني متذيل الترتيب برصيد ثلاث نقاط صعبة للغاية عندما يحل ضيفا على منتخب جنوب أفريقيا، صاحب الصدارة برصيد ثماني نقاط بعد غد السبت.
ومازال منتخب السودان يمتلك بصيصا من الأمل للتأهل حال فوزه على جنوب أفريقيا ثم على ضيفه منتخب الكونغو يوم الأربعاء القادم في الجولة الأخيرة، بشرط أن تخدمه نتائج المباريات الأخرى بالمجموعة. وفي المجموعة ذاتها، يخوض المنتخب النيجيري حامل اللقب اختبارا صعبا عندما يخرج لملاقاة مضيفه الكونغولي في برازافيل. ويدخل منتخب نيجيريا المباراة تحت شعار “أكون أو لا أكون” حيث يتحتم عليه الفوز في اللقاء من أجل الإبقاء على آماله في التأهل للبطولة التي فاز بلقبها ثلاث مرات كان آخرها في النسخة الأخيرة التي أقيمت العام الماضي بجنوب أفريقيا. كما يتطلع منتخب النسور الخضراء للثأر من الخسارة التي تلقاها الفريق 2 / 3 أمام منتخب الكونغو في الجولة الأولى للتصفيات بمدينة كالابار النيجيرية.
ويحتل منتخب الكونغو المركز الثاني برصيد سبع نقاط، متفوقا بفارق ثلاث نقاط على منتخب نيجيريا الذي انتعشت آماله في التأهل عقب فوزه 3 / 1 على ضيفه منتخب السودان في الجولة الماضية. ويدخل منتخب الجزائر ،أول المتأهلين للنهائيات، لقاء تحصيل حاصل مع ضيفه منتخب إثيوبيا، فيما تلتقي مالاوي مع ضيفتها مالي في المجموعة الثانية. ويتربع المنتخب الجزائري على صدارة المجموعة برصيد 12 نقطة، محققا العلامة الكاملة، علما بأنه المنتخب الوحيد من بين المنتخبات المشاركة في التصفيات الذي فاز في جميع مبارياته الأربع التي خاضها حتى الآن، في الوقت الذي تتصارع فيه منتخبات إثيوبيا ومالي ومالاوي على البطاقة الثانية المؤهلة للنهائيات عن هذه المجموعة.
ويدرك المنتخب المالي، صاحب المركز الثاني بست نقاط، أن فوزه على مالاوي القابعة في ذيل الترتيب بثلاث نقاط، سيجعله قريبا للغاية من بلوغ النهائيات، حيث سيكفيه في هذه الحالة التعادل مع ضيفه منتخب الجزائر في لقائهما بالجولة الأخيرة للتأهل رسميا.
ويسعى منتخبا الجابون وبوركينافاسو لحسم التأهل قبل جولة واحدة من انتهاء التصفيات عندما يخرجا لملاقاة منتخبا أنجولا وليسوتو على الترتيب في المجموعة الثالثة.
ويتصدر منتخب الجابون المجموعة برصيد ثماني نقاط متفوقا بفارق نقطة على أقرب ملاحقيه منتخب بوركينافاسو صاحب المركز الثاني، بينما تأتي أنجولا في المركز الثالث بأربع نقاط وتقبع ليسوتو في ذيل المجموعة برصيد نقطتين. وفي المجموعة الرابعة، يبحث المتصدر منتخب الكاميرون برصيد عشر نقاط عن نقطة التعادل في لقائه مع ضيفه منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي يحتل المركز الثاني بست نقاط، للصعود رسميا قبل لقائه المرتقب مع مضيفه منتخب كوت ديفوار في الجولة الأخيرة.
وفي المجموعة، نفسها يرغب منتخب كوت ديفوار، صاحب المركز الثالث بست نقاط، في العودة إلى نغمة الانتصارات التي غابت عنه في الجولة الماضية عندما يواجه منتخب سيراليون غدا الجمعة.
وكانت كوت ديفوار، التي توجت باللقب عام 1992، قد تلقت خسارة مفاجئة 3 / 4 أمام ضيفتها الكونغو الديمقراطية، ليتأزم موقفها بشدة في المجموعة، الأمر الذي دفع الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني لكوت ديفوار للاستعانة بالمخضرمين كولو توريه وديدييه زوكورا خشية الفشل في التأهل للنهائيات للمرة الأولى منذ عام 1982 .
ويتطلع منتخب غانا، المتوج بالبطولة أربع مرات، لحسم التأهل عندما يواجه مضيفه منتخب أوغندا في المجموعة الخامسة، التي تشهد أيضا مواجهة متكافئة بين منتخب توجو وضيفه الغيني.
ويحتل المنتخب الغاني صدارة المجموعة برصيد ثماني نقاط، متفوقا بفارق نقطتين على منتخب توجو صاحب المركز الثاني، بينما يحتل المنتخبان الأوغندي والغيني المركزين الثالث والرابع برصيد أربع نقاط. وتبدو الفرصة متاحة أمام منتخب الرأس الأخضر، متصدر المجموعة السادسة برصيد تسع نقاط في التأهل للمسابقة للمرة الثانية على التوالي، عندما يستضيف منتخب النيجر القابع في مؤخرة الترتيب برصيد نقطتين.
كما تشهد المجموعة مواجهة ساخنة بين منتخب موزمبيق، صاحب المركز الثالث بخمس نقاط وضيفه المنتخب الزامبي، حامل اللقب عام 2012، والذي يحتل المركز الثاني بنفس الرصيد متفوقا بفارق الأهداف على نظيره الموزمبيقي.