علي السلمي : «كأنك يابو زيد ما غزيت»!!

علي السلمي هذا المثل الشعبي ينطبق تماما على فريق الهلال الذي ظل يلهث خلف البطولة الآسيوية التي استعصت عليه كثيرا على مدى عقد ونيف وفي نهاية المطاف فشل في ترويضها بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك، سيما وأن وصوله للدور النهائي يعتبر الأول خلال مشاركاته المتوالية في تلك السنوات الطويلة.

** وبلا شك أن الهلال الذي تجاوز الفرق الخليجية الواحد تلو الآخر في الأدوار الأولى حتى بلع النهائي كانت كل الأبواب مشرّعة له لتطويع المستحيل وليس لإحراز اللقب القاري فحسب، عطفا على التسهيلات التي قُدمت له ولم يحظ بها أي فريق سعودي على الإطلاق، سواء من حيث نقل أو تقديم أو تأجيل مجموعة كبيرة من المباريات أو من حيث الدعم المعنوي من كافة أعضاء اتحاد القدم ووسائل الإعلام المختلفة، ولكنه فوّت على نفسه الفرصة السانحة التي جاءته على طبق من ذهب والتي ربما لن تتكرر على المدى القريب.

 الهلال الذي كان الطرف الأفضل خلال مواجهتي الذهاب والإياب التي سيطر على مجرياتها طولا وعرضا وأهدر كماً من الأهداف المحققة أمام سيدني المستسلم، كان بإمكانه حسم البطولة من مباراة الذهاب في سيدني لو استثمر هجومه نصف الفرص الثمينة التي أُتيحت له بدلا من التفنن في إهدارها على أن تكون مباراة العودة في الرياض فقط لإمتاع الجماهير والاحتفال باللقب ولكن هجومه أثبت بالفعل المقولة الشهيرة “الآسيوية صعبة قوية”.

 وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها وتزعم سيدني (حديث التكوين) القارة الصفراء تغلبت عاطفة الهلاليين الجياشة على صوت العقل والمنطق وصبّوا جام غضبهم على الحكم الياباني نيشيمورا وجعلوه كبش فداء وشماعة يعلقون عليها الإخفاق متجاهلين أخطاء المدرب واللاعبين، الذين كانوا سببا رئيسيا في الخسارة خصوصا الثنائي تياجو نيفيز وناصر الشمراني اللذين كانا خارج المود وبعيدا عن أجواء المباراة.

 ولكن العاقل الحصيف صاحب النظرة الثاقبة يدرك جيدا أن الحكم مع أن أخطائه تعتبر جزءا من اللعبة إلا أنه يتحمل جزءا من الإخفاق وليس الإخفاق كله، على اعتبار أنه أساء التقدير في عدم احتساب ركلتي جزاء صريحتين كانتا من الممكن أن تغير مجرى المباراة ولكنه في نفس الوقت لم يمنع هجوم الهلال من تسجيل الفرص السهلة على مدار 180 دقيقة ولم يُطالب السديري بفتح مرماه لاستقبال هدف في مباراة الذهاب.

 أخيرا.. إذا أراد الهلاليين تحقيق البطولة الآسيوية والعودة للواجهة القارية والوصول للعالمية فإن المطلوب منهم ليس رصد المكافآت الضخمة والهدايا القيمة ولا التعاقد مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وجلب المدرب بيب جارديولا، وإنما تغيير نظرتهم السوداوية تجاه الأندية السعودية الأخرى وعدم محاربتها ظاهرا وباطنا، وعدم التشكيك في منجزاتها التي تُسجّل باسم الوطن واستبعاد نظرية المؤامرة، والأهم من ذلك تصفية النوايا، فالنية مطية كما يقولون وعلى نياتكم ترزقون

6