عالم الرياضية يحمل مستجدات ومتغيرات أسرع من أي مجال آخر حتى صار عالماً مهيباً لا تتنبأ بما سيحدث فيه بعد عدة مراحل . والأدهى والأمر أن بعض كبار الرياضيين هم من يخدشون هذا العالم .
الكثير من الكتاب والصحافيين العقلاء كانوا يطالبون الجماهير بعدم التعصب والاستفادة من الرياضة بالمتعة والفائدة والتقارب والتواصل وفوائد أخرى متناثرة في أقوال الكتاب الرياضيين .
لكن عندما يبدأ الخدش من نائب رئيس نادٍ من أكبر أندية المملكة وأشهرها فتلفظ بلفظ لا يمكن أن يكون مقبولاً في أي مجال ولا يرضاه لا عاقل ولا مجنون ولا يمكن أن تقبله أذن واعية أو غير واعية .
ماذا يا حميداني لو كان هذا التوجيه من أحد الأندية لجماهير فريقه ضدك بأن يقول لجماهيره افعلوا كذا وكذا بالحميداني أو بجماهير فريق معين أو بلون معين .. هل ستقبل التوجيه أو هل ستقبل العذر بعده ..
ستتكلم وترد من حيث لا تشعر وستقول أن هذه الكلمة أكبر من أن يمحيها عذر ولن يفيد فيها ولا يقلل من شأنها أنك قلته وسط جماهير أو حشد أو حالة عصبية أو نفسية معينة .
هذا الموقف منك أساء لفريقك قبل أن يسيء للرياضة بأكملها فلن تجد مشجعاً واحداً يساند الهلال خارجياً وهو يعلم أن مستهدف بتوجيهك بالإساءة له ولوالديه والعياذ بالله .
بل هل يقف مع فريقك من أشهرت سلاح الذم في وجهه وإن قلت لم تشهر فأي ذم وسب أشد من أن توعده بأشد أنواع الإساءة لوالديه .
وسأذكرك والوسط الرياضي أجمع بخطورة اللعن في كل حال فضلا عن لعن البريء ولعن الوالدين . فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه وجد أكثر أهل النار من النساء وذكر السبب في ذلك وهو أنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير .
وقد سُئِل بعض أهل العلم لو كان الذي يكثر اللعن رجل هل ينطبق عليه ذلك ؟ قال نعم فدخول النار سببه العمل وليس الجنس .. ولا نحكم عليك ولا لك بجنة ولا نار ولكن نذكرك بخطورة العمل .
ثم إن اللعنة إن صدرت من صاحبها خرجت وارتفعت إلى السماء فتغلق أمامها أبواب السماء ثم تعود لمن ألقيت عليه فإن كان من أهلها وقعت عليه وإن لم يكن من أهلها رجعت إلى قائلها والعياذ بالله .
وعليك أن تنظر كم مشجع في السعودية لا يشجع الهلال وتذكر أنك طلبت لعن والديه يعني أمامك عدد لا يستهان به إن لم تتب وتعلن طلبك منهم أن يسامحوك فأنت عرضت نفسك للخطر .
لن أتحدث عن المقاضاة الرسمية وكل ما يخص الرياضة وأهلها لأن الأمر أخطر وأشد من ذلك .
ولعلك صنعت بداية النهاية عند الكثير من المتابعين والجماهير بهذه الكلمة فكثير يتابع الرياضة للمتعة وقضاء وقت جميل ولكن يرى أنها إن وصلت للعن والديه فلن يقبل بها وسيكون الحل الأمثل لديه الرحيل من عالم الرياضة وتركها إن كان في الوسط الرياضي من يطلق مثل هذه الكلمات .
لا تظن أن الكلمة سهلة فحتى لو رضي أحد بكلمة توجه له فلن يرضى بأقل أنواع الإساءة الموجهة لوالديه .
وتذكر أن كثير من والدي هذه الجماهير الغفيرة من هم أتقى عند الله من غيرهم بل بعضهم في قبره يرجو دعوة له بالرحمة والمغفرة وأن تطلب الإساءة له .
أعلم يقيناً أن المراد من الكلمة يخص الجماهير أنفهم ولا يخص الوالدين ولكن من الذي يرضى أن يذكر والديه بإساءة ولو كانت على سبيل التهكم والسخرية .
عبدالرزاق سليمان