يتوقع الكثير عودة فريق كرة القدم بنادي الاتفاق وبسهولة إلي دوري المحترفين وذلك عقب هبوطه لدوري الدرجة الأولى.. حيث اعتبر العديد أن عودته أمرا محسوما ومسألة وقت وذلك بحكم عراقة الفريق ومكانته وفارق الإمكانيات والقدرات والخبرة والتمرس بينه وبين بقية الفرق وعلو كعبه عليهم.. والحقيقة أن هذه التوقعات كنا نسمعها لأندية أخرى هبطت في مواسم سابقة بعد أن كان لها حضورا جيدا في دوري المحترفين مثل أندية الرياض والوحدة والقادسية والنهضة والطائي قبل أن تتعطل قدراتها وتصطدم بواقع دوري الدرجة الأولى.. فبالتأكيد هناك أسرار في هذا الدوري تحتاج معها لطوق النجاة وفك الشفرة حتى تكون على أتم الاستعداد للعودة.
حقيقة أنه مكان يصعب الخروج منه فالدخول فيه أشبه بالخوض في الرمال المتحركة وأقل ما نقول عنه أنه مأزق يصعب الخلاص منه أو كمين يحاك في الخفاء ودوامة تدور بك في نفس المكان.. أنه دوري الدرجة الأولى الملي بالإثارة والمفاجآت وربما الغرائب والذي لا يعرفها أو يشعر بها إلا من يعيش هذه الأجواء ويعرف تلك الخبايا.
رغم كل هذا الإثارة والتنافس والمتعة لا يزال هذا الدوري مهمشا ولا يأخذ حقه من الرعاية والاستثمار أو الدعم ولا حتى من الإعلام أو المتابعة فهو بحق دوري المظاليم.. وأبرز ما فيه إثارة مغيبه ونجوم في الظلام وملاعب وبنية تحتية لا تتناسب أبدا ومكانتنا الرياضة.
كل شيء في دوري الدرجة الأولى يمكنك تخيله من تساوي الفرص وتبادل الكراسي وتشابه الظروف.. فالتنافس على بطاقتي الصعود يستمر حتى اللحظات الأخيرة لعمر الدوري.. فدائما هناك مستجدات وتحديات.. والتوقعات والتكهنات قد لا تواكب الواقع والأحداث.. لذلك لا يعتقد أنصار ومحبي نادي الاتفاق أن عودتهم لدوري الأضواء مهمة سهلة وهي في نفس الوقت ليست مستحيلة فالعمل يجب أن يستمر بنفس القوة والحماس حتى نهاية آخر جولة من عمر الدوري مع شعور بحجم المسؤولية وصعوبة المهمة وقوة المنافسين.
تويتر TariqAlFraih@