• كما هو دأب وتميز ألعاب القوى السعودية ممثلة في اتحادها الطموح برئاسة الأمير نواف بن محمد، وأبطالها، الأفذاذ من أبناء هذا الوطن المعطاء، واصلت عادتها في تحقيق الإنجازات وحصد أثمن الميداليات، وإعلاء راية الوطن الحبيب في سماء المحافل الرياضية على كل المستويات.
•• وها هي تواصل ترسيخ رهانها بتحقيق كل ما هو مشرف ورفيع من الأرقام والجوائز في منافسات هذه الألعاب بمختلف دوراتها ومستوياتها، من خلال ما أهدته للوطن ورياضته مؤخرا في الأولمبياد الآسيوي الأخير (آسيا 2014)، في مدينة إنشون في كوريا الجنوبية.
•• ومن منا عامة والوسط الرياضي السعودي خاصة لم يحرص على متابعة ذلك الحدث، ويتلهف على «رشفة فرح رياضي» تأتي من هناك معطرة برائحة الوطن وموشاة برايته السامية، ومن منا لم يملأه، الفرح والغبطة والاعتزاز وهو يشاهد عبر الفضائيات العداء السعودي يوسف المسرحي. يوم الأحد 4 ذي الحجة الماضي. وهو يزهو براية الوطن في أرجاء وأجواء ذلك الأولمبياد الآسيوي الكبير، بعد فوزه بذهبية سباق 400م، محققا لتلك البطولة رقما جديدا، حيث تمكن من قطع هذه المسافة في زمن 44.46 ثانية، متفوقا على منافسيه في تلك الدورة التي ضمت عددا من أبرز العداءين الآسيويين والعالميين.
•• هذا البطل العداء السعودي يوسف المسرحي، لم يضف بذلك المنجز الذهبي، والتوقيت القياسي، رقما جديدا على مستوى تلك البطولة الآسيوية، فحسب، بل أضاف أيضا إلى عقد الإنجازات التي يواصل هذا الاتحاد الفاعل وأبطاله الأشاوس حصدها، منجزا ذهبيا يعزز ما ترصع به هذا العقد من لآلئ المنجزات والميداليات.
•• لم يكن ذلك المنجز مستغربا على طموح وريادة هذا الاتحاد وتمرسه على تحقيق الإنجازات، كما لم يكن مستغربا ذلك التصريح البناء لرئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد، بعد فوز المسرحي بالذهبية، حيث قال سموه «أظهر مسرحي قدرته ومكانته في القارة، وأثبت أنه الرقم الصعب في آسيا في هذا الاختصاص من السباق، ويكفي أنه يحمل الرقم الجديد الذي حطم من خلاله الرقم السابق، وأن مسرحي أنهى موسمه بشكل ممتاز….إلخ».
•• إلا أن ما كان مستغربا ومغايرا وقاسيا أيضا، هو ما قاله سموه في مداخلته مع برنامج في المرمى على قناة العربية مساء الأربعاء 21 ذي الحجة 1435هـ معلقا على ما جاء في حديث للعداء المسرحي، عرضه البرنامج ضمن تقرير تطرق فيه (حسب ما طلب منه في التقرير) عن واقع بداياته و(حقيقة) ظروفه الأسرية، ثم رد على سؤال معد التقرير عما وصله من الدعم الذي ذكر في أعقاب فوزه عبر (تويتر)، ولم يجانب الحقيقة عندما أجاب «بأنه حتى تلك اللحظة لم يصله أي شيء، لكن إن شاء الله الخير قادم»!!.
•• وهذا الرد الصريح والصادق سبق للعداء المسرحي أن ذكره ردا على نفس السؤال، ضمن حوار صحفي سابق أجراه معه الزميل جابر مدخلي، ونشر على صفحة كاملة في هذه الصحيفة «عكاظ» في عدد يوم الأحد 18 ذي الحجة 1435هـ، بل إنه اختتم هذا الحوار قائلا «إن الأمير نواف بن محمد لو رحل عن رياضة ألعاب القوى، سوف تنتهي هذه الرياضة، حيث يعتبر هو الداعم والمساند الوحيد لها».
•• فما الذي اقترفه هذا العداء البطل حتى يمنى بذلك الرد (على الهواء) الذي كان من بين أقسى مضامينه «أي تكريم يتكلم عنه وهو توه يحقق أول ميدالية.. لا يعتقد أنه حقق شيئا كبيرا هو لا يزال في بدايته. لا يستعجل على رزقه.. إلخ»؟! …والله من وراء القصد.
• تأمل: لا أحد يستطيع أن يسلبك النجاح.. إلا أنت!!
عن عكاظ