بتال القوس يوجه رسالة :إلى لجنة بوداود .. مع التحية

فجأة قرر الاتحاد السعودي، توثيق بطولات كرة القدم في البلاد، مستجيبا للجدل المستمر بين أنصار الأندية مُذ عرفت هذه الأرض اللعبة الشعبية الأولى في العالم. أولى خطوات اللجنة في المشروع ضم أسماء تمثل كل التيارات المتضادة، ربما رغبة في إرضاء الجميع، ومن يبحث عن رضا الجميع، هو كصديق الجميع، في النهاية لا صديق حقيقي له.

.. من المبكر الحكم على عمل اللجنة، وليس من الاستعجال القول إنها تسير في ركاب الجدليات الدائرة حيال بطولات الأندية وعددها، مع أن القضية الرئيسة التي يمكن أن تَحُلَّ بقية القضايا تدور حول: ما البطولات الرئيسة محليا وخارجيا؟ وماذا يمكن تسمية البطولات الأخرى إن لم تكن رسمية رئيسة؟، وما البداية الحقيقية لكل بطولة؟

.. وحتى تخرج اللجنة الوليدة نفسها من هذا المآزق، أدعوها إلى الاستنارة بتجارب الآخرين السبّاقين في التفوق، واتخاذها نماذج تتلمس بها دروبها، وبالذات الاتحادات الخمسة الكبرى حول العالم، إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، وفرنسا. وفي هذه الاتحادات تعتمد بطولة دوري وأخرى للكأس كأهم بطولتين، فيما تأتي كؤوس الروابط والاتحادات في مرحلة ثانوية لا تدخل في سباقات الأفضلية غالبا، وتندرج بطولة السوبر تحت تصنيف الأنشطة التسويقية، لأحداث العام الرياضي المنتظر.

خارجيا ولنبدأ قاريا – وإن كانت اللجنة غير معنية بالأمر، لدينا بطولة أبطال الدوري القاري، التي تحولت إلى دوري الأبطال، وهي الأهم والأثمن لا يوازيها أي بطولة أخرى، فيما تشابه كأس الكؤوس القارية السابقة والمتوقفة بطولات المستوى الثاني المحلية، والأوروبية التي يشارك فيها أصحاب المراكز الوسطى في الدوري، ولا يمكن اعتبار كأس من مباراتين فقط بطولة حقيقية وهو ما كان يعرف بكأس السوبر الآسيوي.
عربيا، لا يمكن ضم كل البطولات العربية بكل تصنيفاتها إلى المستوى الأول في السجلات الذهبية ولا المستوى الثاني، كلها مسابقات يمكن تصنيفها بالودية الحبية، تحت إشراف اتحاد غير معترف به لدى قبة الرياضة العالمية “فيفا”، ويمكن اعتبار مثل هذه المسابقات بطولات من المستوى الثالث، والأمر ذاته ينسحب على البطولات الخليجية. تسميات البطولات السعودية ستكون مأزقا آخر، يتمسك به من يريد قطع سلسلة الدوري السعودي، وهذه جدلية خاسرة، والخوض فيها لا يتعدى ذر للرماد في العيون. كأس دوري خادم الحرمين امتداد لدوري البلاد، أما بطولة كأس الملك فهي القديمة والحالية والنخبة السابقة التي لعبت بخروج المغلوب مع احتساب فترة توقفها، كأس ولي العهد لا جدل في تاريخها بداية وتوقفا وحتى اللحظة، أين المأزق إذا؟، المأزق سيكون في الاتفاق على بداية الدوري السعودي، متى بدأ؟، ما أول دوري؟، وهل يجب أن تكون بطولة الدوري هي المسابقة الأولى التي اشتركت فيها كل الأندية تحت تصنيف “ممتازة”، أم أن ما سبقها من بطولات لعبت بنظام الدوري هي الأساس الحقيقي لها؟ حتى يخرج الاتحاد السعودي بسلام من هذا الطريق الوعرة اقترح أن يعود لقراءة تاريخ كأس العالم وكيف بدأت وهل تم فصل بطولته الأولى المسماة “كأس النصر”، عن البطولات الأخرى بما فيها نسخته الثانية التي سميت كأس “جول ريميه”، اسم أول رئيس للاتحاد الدولي وصاحب فكرة البطولة، قبل أن تصبح بدءا من الدورة الثالثة بمسماها الحالي “كأس العالم”، وهل تم إلغاء النسخة الأولى من تاريخ المونديال، لأن الفرق التي لعبت فيها لم تمر بتصفيات تأهيلية كما حدث في النسخ التسع عشرة اللاحقة.

.. في وسط رياضي تسيطر عليه العاطفة، ويرتع فيه الصالح والطالح والعاطل، ويكتب فيه من يشاء لقب مؤرخ رياضي تحت اسمه، تبدو مهمة توثيق بطولات كرة القدم السعودية عسيرة جدا، وما لم تجد رجلا أو لجنة يقدمان معايير حقيقية وواضحة مقنعة، سيظل التاريخ الرياضي السعودي يكتب على غرار قول مطر:

من يملك القانون في أوطاننا هو الذي يملك حق عزفه..

عن الاقتصادية

14