رياضتنا واقع محبط…!!

سلطان الزايديلم تكن المشاركة السعودية في دورة الألعاب الآسيوية مؤخراً جيدةً، ولا يمكن اعتبارها مشاركةً إيجابيةً، رغم ما تحقق في الأيام الأخيرة من ميدالياتٍ ذهبيةٍ وفضيةٍ وبرونزيةٍ، إلا أن مشاركة دولةٍ كبيرةٍ ومتطورةٍ بحجم المملكة العربية السعودية بهذا المستوى الرياضي الضعيف لا يليق إطلاقاً، ونفس الحديث يتكرر في كل مشاركةٍ آسيويةٍ، وكأن الحلول لم تعد موجودةً كواقعٍ نستعين به لتحسين نتائجنا الرياضية على المستوى الآسيوي..!!

بكل بساطةٍ يمكن لأي وفدٍ مشاركٍ أن يتتبع تلك الدول المتفوقة رياضياً، ويدرس خططهم الرياضية، وكيف كانت بدايتهم، وما هي البرامج وسبل التطبيق التي تم اتباعها إلى أن وصل بهم الحال ليتربَّعوا على عرش القارة رياضياً في الألعاب المختلفة، بعدد الميداليات التي استطاعوا الحصول عليها.

إن آسيا ليست أوروبا أو دول أمريكا، آسيا قارةٌ كل دولها متقاربون على المستوى الرياضي إلى حدٍ ما، والظروف تكاد تكون متشابهةً، خصوصاً في غرب القارة، فلماذا يشهد العمل الرياضي في شرق القارة كل هذا التفوق، ونحن كدولةٍ متطورةٍ وإمكانياتها ضخمةٌ وكبيرةٌ لا تتوافق مع النتائج المرجوة؟.

فالقاعدة الأساسية لأي عملٍ في الحياة هي التخطيط السليم المبني على أسسٍ صحيحةٍ، تتضمن كل الظروف المحيطة بالعمل من تجهيزاتٍ مناسبةٍ ومستوى إنفاقٍ مناسب، بمعنى: قد تكون الخطط الموضوعة تتطلب نسبة إنفاقٍ باهظةٍ، وهذا الأمر لا يتحقق أو غير متاحٍ لظروفٍ معينةٍ، هنا يكون مستوى إعداد الخطط غير جيدٍ، وبالتالي البداية ستكون خاطئةً، والاستمرار يعني نتائج سيئةً جداً في المستقبل!، إذاً ما أقصده وأرمي له يجب أن تضع اللجنة الأولمبية السعودية خططاً واضحةً، وفق دراسةٍ شاملةٍ تستهدف كل عوامل النجاح؛ حتى تكون البداية بالشكل السليم والصحيح، ومع الوقت سنجد النتائج الإيجابية تتحقق على أرض الواقع، وسيكون لوجود المملكة قارياً شأناً آخر مختلفاً عما يحدث الآن.

وكثيراً ما نسمع عن تشكيل لجانٍ للتطوير والارتقاء بمستوى الألعاب المختلفة بعد كل إخفاقٍ، ويُخيل لنا أن قراراً مثل هذا ستكون نتائجه إيجابيةً، إلا أن الواقع يكون محبطاً جداً؛ فالنتائج سيئةٌ رغم أن فرص الاحتكاك بالمنتخبات المشاركة في دورات الألعاب الآسيوية متاحةٌ جداً ويسهل الالتقاء بهم والاستفادة من بعض البرامج المتبعة في دولهم، ولا أظن أن الإمكانيات المادية قد تتوفر بنسبةٍ كبيرةٍ لدرجة أن المملكة تعجز عن توفيرها لشباب الوطن.

إن الضعف الواضح في كل الألعاب المختلفة في الرياضة السعودية له أسبابٌ، وهذه الأسباب إذا لم تعالج بالشكل الصحيح وبالاستراتيجيات المعلنة، ووقوف الدولة مع الرياضة والمساهمة في دفع عجلة التقدم في هذا المجال بتحقيق النتائج الإيجابية لا أظن المشاركة القادمة على كافة الأصعدة القارية والدولية ستكون إيجابية، بل ستكون أكثر سوءاً، ومَن لديه غيرةٌ على سمعة الوطن لا أظنه يرضى بأن يستمر الحال بهذا الشكل.

وتضافر الجهود مع رياضة الوطن بشكل أشمل وأوسع مع رسم الإستراتيجيات المناسبة سيعيد أمجاد الرياضة السعودية، وهذا دور الرئيس العام لرعاية الشباب في توفير الدعم الحكومي لهذا القطاع الشبابي المهم، الذي من خلاله يمكن إظهار مدى ما تتمتع به المملكة من تطورٍ ونموٍّ في كل المجالات، فهذا دورٌ تلعبه الرياضة لتقديم صورةٍ إيجابيةٍ، لكن مع الأسف نتائج آخر مشاركةٍ أولمبيةٍ لا يعطي انطباعاً جيداً عن نهضة المملكة.

إن الحقائق واضحةٌ، وإخفائها أو تجاهلها لن يغير من الأمر شيئاً، وستظل الرياضة السعودية تعاني من سوء النتائج.

دمتم بخير،،،

وكل عامٍ وأنتم بخير

سلطان الزايدي

Zaidi161@تويتر

6