• مما يحقق النجاح لأي برنامج عمل، كما هو الحال في البرامج الإعلامية الفضائية، يأتي بعد توفيق الله، تحديد الأهداف ووجود خطة معدة بأسلوب علمي، وفريق عمل مؤهل وملم بطبيعة العمل الذي يؤديه، كما هو إلمامه برسالة البرنامج والرؤية التي يعمل من خلالها.
•• ومع كل نجاح يتحقق بعد توفيق الله من خلال المعطيات المذكورة ودقة تفعيلها، تتضاعف المسؤولية وتتسع دائرة الآمال والتطلعات التي لا يمكن لها أن تترجم على أرض الواقع، إلا من خلال ما يواكبها من مضاعفة الجهود وشحذ الهمم، وما يتواءم مع أهداف هذه المرحلة من تخطيط وتجويد يكفلان لمخرجات هذه المرحلة تحقيق الإضافة لما سبق للبرنامج تحقيقه من تميز في المرحلة أو «الدورة البرامجية» السابقة، ويبقى الأهم هو ماهية هذا التميز؟!
•• بعض القنوات الفضائية «المتمكنة» التي يهمها الحفاظ على معدل استقطابها للمتابعين لما تقدمه من مواد وبرامج، تخصص لهذا الدور المهني الهام، فريقا خاصا ومتخصصا ينهض بمهام هذا الدور وفق أحدث وأدق الأساليب والبرامج العلمية والعملية إجراءات وعمليات القياس والتقويم التي يقوم بها هذا الفريق، تكشف من خلال نتائجها لمسؤولي القناة ما يخص كل برنامج من البرامج التي تقدمها، سواء على مستوى الرسم البياني الذي يوضح صعود أو هبوط معدل المتابعة على مدار الدورة البرامجية، أو على مستوى تحليل وتحديد أسباب ارتفاع النسبة وكذلك أسباب تدنيها، وماهية البرامج الأكثر متابعة ولماذا، والعكس أيضا!!! إلخ.
•• لكن للأسف الشديد أن القلة القليلة جدا من بين هذا البعض من القنوات الفضائية هي من تهدف من وراء هذا الجهد والاهتمام والدراسات المختصة والمتخصصة والوقوف على نتائجها إلى الحفاظ والارتقاء بمعدل ونسبة المتابعين لبرامجها، لكنها في نفس الوقت تحرص كل الحرص أن لا يكون سعيها لهذا الهدف الطموح والمشروع على حساب تقديم ما يمت بأدنى صلة للإسفاف، فضلا عن مساسه بالأخلاق وخدشه للحياء.
•• بينما البقية «المتردية» من القنوات الفضائية تبني على مثل هذه الدراسات تكريسها على البرامج الأكثر متابعة.. غير آبهة بما يترتب على جشعها وموت ضمائر القائمين عليها وداعميها من تبعات آثمة، وهذا هو قمة التميز في الانحدار والسقوط.. والله من وراء القصد.
• تأمل:
قال تعالى:
(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
عن عكاظ