اليوم عيد.. وفي العيد يجب أن نستشعر مظاهر الفرح والسرور، فالعيد أحد شعائر الدين الإسلامي العظيم التي تحتوي على حِكَم عظيمة ومعان جليلة، فهو في مضمونه شكر للمولى -عز وجل- على ما أنعم به على عباده من تمام العبادة، وحمدًا له على كرمه ومنّه وتوفيقه للقيام بالطاعة، وهذا الشكر لا يأتي فقط باللسان، ولكن يعلن على الأنام، وتظهر مظاهر هذا الفرح والابتهاج بين الناس جميعًا وبمختلف فئاتهم، وأول مظاهر هذا الإعلان هو اللقاء العام في صلاة العيد، إذ يجتمع الناس، فقيرهم وغنيّهم، كبيرهم وصغيرهم، الرجال والنساء، والكل فرح مسرور بهذه المناسبة السعيدة.
اليوم عيد.. فهو يوم الرحمة والمحبة، فالجميع يبتسم والجميع يعطف على بعضه البعض، والجميع يرحم بعضه بعضا، وهو يوم الالتقاء والاجتماع، وصلة الرحم والبر، والتسامح والتزاور، ونسيان المواقف الصعبة والسيئة، وفتح صفحة جديدة بيضاء لغدٍ مشرق بإذن الله، وهو يوم تجديد الصلات بالأصدقاء الذين أفقدتنا مشاغل الحياة التواصل معهم، فهي فرصة عظيمة لتجديد العهد بهم، بل إنها فرصة للتواصل حتى بمن قطعناهم لموقفٍ ما، فهو يوم التصافح والتغافر والمودة.
اليوم عيد.. فهو يوم الأطفال الأبرياء، الذين ينتظرون بفارغ الصبر هذه الكلمة المحبّبة إلى قلوبهم، فهم وإن كانوا لا يعرفون حقيقة معاني العيد، ولكن يكفيهم أن عرفوا أن العيد بالنسبة لهم هو المرح والفرح، والسرور والهدايا.
اليوم عيد.. ففيه تُنحر الأضاحي، وتُوزَّع الأطعمة والغذاء على الجميع، لتكتمل الفرحة والبهجة، فكيف يمكن أن يفرح الإنسان وهو جائع، وكيف يمكن أن يعم السرور والبطون فارغة، ولكن حكمة المولى جلّت قدرته جاءت لتُقدِّم في هذا العيد رمزًا اجتماعيا للتكاتف والتراحم، ولتؤكد بأن العيد يجعل المجتمع واحدًا متكاتفًا كالأسرة الواحدة، كما كانت صدقة الفطر في عيد الفطر، كما أن للعيد مكانة عظيمة في ديننا، فكلا العيدين ارتبطا بأركان الإسلام، فالأول احتفالًا بانتهاء صيام رمضان، والثاني ابتهاجًا بأداء أركان الحج، ففي العيد إشارة اكتمال الطاعة والفرحة والبهجة والاطمئنان.
اليوم عيد.. ومع ذلك فإنك تجد وللأسف بعض الأسر لم يستوعبوا تلك المعاني، فهم يقضون هذا اليوم في فتور وبلادة، وفي عبوس ونوم وكسل، ولا يوجد لديهم أي مظهر من مظاهر الفرح بالعيد.
إنها فرصة عظيمة أن نستشعر في هذا العيد أيضا ما يحل بإخواننا الذين أصابهم بلاء ومحنة في بعض الدول، وأن ندعو لهم أن يفرّج الله عنهم في هذا العيد، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية في أمن وأمان.
عن المدينة