15 نقطة من خمس مباريات تمثل العلامة الكاملة في مجمل الجولات التي لعبها النصر في الدوري حتى الآن، ومعها يعتلي صدارة الترتيب مع الاتحاد بكل جدارة واستحقاق تحت إدارة المدرب الإسباني كانيدا الذي اتضحت بصمته في أسلوب الفريق، وتطور ودقة تمرير اللاعبين للكرة، يظهر للمتابع أول الأمر أنه يلعب بمهاجم واحد لكنك تفاجأ بتواجد جملة من اللاعبين في فترة زمنية قصيرة داخل مناطق خطر المنافسين، حتى تعدد مسجلو الأهداف، وبطرق مختلفة، وشاهدنا كما كبيرا من الفرص المهدرة، التي تؤكد أن بطل الدوري جاهز لمسيرة الدفاع عن لقبه وسط ملاحقة ستكون أكثر شراسة مما كانت عليه الموسم الماضي سواء من الهلال أو ممن سيكتب له المواصلة عند تجاوز المصاعب كالاتحاد والأهلي والشباب.
يتعرض كانيدا لحملة تشويه لا يمكن فهم أسبابها، ومن شاهد المحللين في الفضائيات، وتجول في حسابات بعض المغردين عقب مواجهة الشعلة ظن أن النصر فقد فرصة المنافسة، أو أن النقاط تتطاير من بين يديه وهو الذي تفرد بحصد كل ما توفر أمامه حتى اللحظة على طريقة الكبار الساعين للألقاب فقط.
في خمس مباريات ظهر الفريق بصورة طبيعية تتناسب مع بداية الموسم، باستثناء مواجهة الخليج في الدمام التي لم يستغل فيها نقص منافسه، ولم يرض طموح محبيه؛ غير أنه في نهاية المطاف كان يسجل عندما يكون مطالبا بهز الشباك، ثم يخرج بالفوز.
إذا كان الحُكم على كانيدا مقتصراً على مأخذ فوزه بصعوبة على فرق صغيرة؛ فعودوا لما عاناه الأورغواني السابق كارينو الموسم السابق مع كثير منها، وكيف كانت الجماهير قلقة في كل جولة، ولم تطمئن للفوز بالدوري إلا مع الجولة قبل الأخيرة.
جماهير النصر همها الأول تحقيق الانتصارات، ومواصلة الصدارة، وتؤمن بأهمية الاستقرار الفني بوجود مدرب أشرف على مرحلة الإعداد، واختار عناصره الأجنبية بعناية رغم عدم الاستفادة من كاملها بداعي الإصابة، وإذا كان الإسباني يدير فريقه ببراعة وهو الذي اضطر لإشراك 20 لاعبا في خمس مباريات إجباريا؛ فكيف سيكون حال البطل عند اكتمال الصفوف؟!.
الجهاز الفني النصراوي يحتاج للنقد الهادف البناء الذي أراه مقتصرا على الجانب الدفاعي، وحراسة المرمى في ظل هبوط مستوى الظهير الأيمن (الغامدي)، ومعاناة أفضل حارس سعودي عبدالله العنزي من إصابة وهو الذي صرح بشعوره بها وعدم خضوعه لتدريبات جيدة قبل المباراة الأخيرة.
النقد متاح للجميع؛ لكن شنّ حملة في هذا التوقيت، وفي ظروف مثالية جدا يعيشها الفريق تصل لدرجة المطالبة بإقالة المدرب لا يقبله رياضي يتابع التغيير الإيجابي في الأداء، وعدد مرات الوصول للمرمى، والتفوق الواضح في الأرقام قياسا ببدايات النصر في مواسم سابقة، تحدث هذه الحملة والفريق يحصد العلامة الكاملة فماذا عسانا ننتظر عند أول تعثر؟!.
مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض