ثمة تساؤلات ترددت في الوسط الرياضي خلال الفترة الماضية ومازال البعض يرددها، وصداها يرن في أذني حتى الآن، حول القرارات التي تتخذها لجنة الانضباط بين الفينة والأخرى، حيال بعض الحالات السلوكية والانضباطية، هل هي انتقائية أم ارتجالية أم خاضعة للميول أم لا تصدر إلا بالصوت العالي أم بالعين الحمراء أم بحبة الخشم أم أنها مبنية على تقارير مراقبي المباريات أم بناء على لقطات الفيديو أم على ماذا تستند في ظل الضبابية التي أصبحت عنوانا بارزا لها؟؟ ..
فلجنة الانضباط عندما بدأت موسمها بداية حامية وكأنها إعصار تسونامي الذي لا يمكن مقاومته، هلل البعض وكبر معتقدا أن موس اللجنة ستطال كل الرؤوس فكانت ضحيتها الأولى قائد النصر حسين عبدالغني الذي تم إيقافه مباراتين مع غرامة مالية بسبب “مزحة” مع لاعبي الشباب الخيبري والأسطا اللذين أكدا ذلك عبر تصريحات إعلامية بعد مباراة السوبر..
ولكن بعد ذلك القرار العنتري الذي اتضح فيما بعد أنه انتقائي نامت اللجنة في العسل، ولم نسمع لها حسا ولا خبرا بل وقفت موقف المتفرج من الخشونة الطاغية التي باتت السمة السائدة لبعض مباريات الدوري، وكاد بسببها أن تفقد بعض الأندية خدمات نجومها حتى نهاية الموسم رغم أن تلك الأندية صرفت عليهم ملايين الدولارات للارتقاء بمستواها الفني وإثراء منافساتنا المحلية ..
ففي مباراة الهلال والأهلي ضمن الجولة الثالثة شهدت المباراة ركل ورفس بالأيدي والأرجل، وهو الأمر الذي حدث في مباراة الخليج والنصر في نفس الجولة، وكان الشارع الرياضي ينتظر قرارات اللجنة حيال تلك التصرفات غير المقبولة، وإذا باللجنة تصدر عقوبة ضد لاعب الشعلة وتغض الطرف عن لاعبي الهلال عبدالله الزوري وناصر الشمراني، ولاعب الخليج وليد الرجاء ..
وفي مباراة النصر والفتح في الجولة الرابعة، تعرض عدد من لاعبي الأول لألعاب خشنة، خصوصا النجم البولندي أدريان ميرزيفسكي الذي تحولت فروة رأسه إلى قطعة دم متجمد بسبب الخشونة التي مارسها لاعب الفتح نوح الموسى ضد اللاعب أمام مرأى الحكم ومساعده اللذين تجاهلا الحالة، وكأن شيئا لم يكن قبل أن يحاول حارس الفتح العويشير عرقلة إبراهيم غالب أثناء احتفاله بالهدف الثالث في مشهد مؤسف ..
وبما أن لجنة الحكام أصبحت في حكم المتوفى دماغياً، فإن الحديث عنها لن يكون مجدياً، ولا نقول إلا منها العوض وعليها العوض في حكامها الذين لا يمكن أن تشُد بهم الظهر بل أن وجودهم في هذا المجال واستمرارهم في الملاعب حتى الآن أضحى وبالا على المنافسات المحلية وبعض الأندية التي باتت تئن من وطأة الظلم والجور الذي تتعرض له في كل مباراة ..
وكان المؤمل أن ما فات لجنة الحكام تدركه لجنة الانضباط كون الثانية مكملة للأولى، ولكنها لم تحرك ساكناً تجاه العديد من الحالات التي كانت تستوجب التحرك السريع ويبدو أن اللجنة تنتظر موت لاعب أو إصابته بعاهة مستديمة كي تستفيق من سباتها العميق، وتصدر عقوباتها تجاه كل من يحاول تشويه صورة التنافس الشريف..
مقالة للكاتب علي السلمي في جريدة اليوم