الجولة الماضية كانت شبيهة بالجولة الثالثة من حيث رتابة وضعف المستويات الفنية للفرق، لم تكن هناك اثارة الا في دقائق معدودة، وما تبقى من دقائق كان ضحية لكثرة توقف اللعب بسبب الأخطاء، بحيث لا تكاد تشاهد اي استمرار للكرة، هناك تدنٍ فني بسبب ان ثقافة الفوز لدى الفرق اهم بكثير من استمرار اللعب، فبدون أن تستمر الكرة باللعب فإن ذلك مؤشر على ان المباريات مملة وغير ممتعة.
:: في الموسم الماضي صرح مدرب الرائد بن زكري بتصريح خطير جداً، شخص فيه ضعف الأداء، حيث إن المباراة لا يلعب من وقتها الا اقل من النصف والباقي يضيع دون اي فائدة فنية، كل ذلك يؤدي الى ان اللاعبين في المسابقات السعودية بما فيهم الأجانب غير قادرين على البروز عند مواجهة الفرق او المنتخبات التي تلعب في مسابقات أقوى فنيا من مسابقاتنا.
:: في مسابقاتنا -ووفق عدد المباريات التي يلعبها اللاعب خلال موسم كامل- المحصلة النهائية له تكون بتقدير مقبول، فإذا كان من المفترض أن يجري في المباراة الواحدة ما لا يقل عن ١٢ كم تراه يجري ٨ كم، الفرق سيؤثر على القيمة الفنية للمباراة، حيث إن ذلك مرتبط بما يقدمه اللاعبون، وهنا لا يقدمون المامؤل.
:: المنتخبات الكبيرة لا تلتفت للاعبين الذين يشاركون في المسابقات الخليجية، حيث إنها وفق مقاييسهم لا تعد لاعب منتخب، وإذا كان الدوري السعودي الأفضل في الخليج فإن ذلك مرهون بما يتحقق عندما نشارك بكأس الخليج، وهو ليس مقياسا واضحا، حيث إن احتراف بعض اللاعبين الخليجيين بخارج أوطانهم والتجنيس سيكون اكثر تأثيرا، ولكن هل باستطاعة الدروي السعودي ان يقدم منتخبا قويا؟.
:: إذا ظل الوضع على ما هو عليه دون حدوث قفزة فنية على مستوى الفرق فالمؤكد ان المنتخب لن يكون قويا، فكيف يحدث تفوق ونحن نشاهد مباريات مملة لا ترقى لحجم وقيمة الدوري، وبسبب تذبذب الفرق الكبيرة والتي عليها حمل الثقل الكبير للدوري فإن الفرق الصغيرة أصبحت تتجرأ عليها وتسبب لها احراجا حتى في ملعبها؛ والسبب ان الفرق الكبيرة لم تعد قادرة على خلق الإبداع.
:: الإعلام الكاذب جزء مما تعانيه المنافسات والفرق واللاعبون، حيث إنه يتحدث بصوت المشجع المعجب بفوز فريقه دون ان يستشعر القيمة الفنية والجمالية للمباراة، وهل كان الفوز دليلا على الإبداع الفني؟ أم انه مجرد فوز عادي حوله الى انتصار غير مسبوق!!
:: الأندية الكبيرة جزء من المشكلة حيث إنها تأخذ اللاعبين المميزين من فرقهم الصغيرة وتضعهم على مقاعد البدلاء، هنا تصبح المعادلة الفنية غير عادلة، فالفرق الصغيرة ستضعف اكثر مما هي عليه والفرق الكبيرة ستنافس نفسها، حيث إن المنافسة وقوة الدوري تظل بيد اربعة او خمسة فرق، مما يعني أن من عدد كل المباريات خلال الموسم سوف نجد ربع المباريات قوية والباقي في مهب الريح، مما يعني ان الدوري لن يخرج من إطاره الفني الضعيف وينعكس ذلك على المنتخب.
:: نوعية اللاعبين الأجانب ومدى قدرتهم على الإبداع سوف يؤثر بشكل كبير على مستوى الفرق، وبالتالي سوف يتأثر إيجابيا مستوى المباريات والمنافسات، وكلما كان هناك لاعبون مميزون فإن الدوري سيكون مميزا. المشكلة عندما لا يتأثر اللاعبون المحليون إيجابيا ويتأثر اللاعبون الأجانب سلبيا، مما يعني بدلا من أن يستفيد اللاعب السعودي من بروز اللاعبين الأجانب في فريقه يحدث العكس، خصوصا عندما يجد اللاعب الأجنبي نفسه في مباريات اقل من مستواه او من المسابقات التي أتى منها، وبالأخص عندما يكون اداء الفرق الصغيرة وهي الأكثر عدديا من الفرق التنافسية دفاعية بدرجة مبالغ فيها.
:: مستوى التحكيم جزء مهم في المسابقات، فهو يقدم انطباعا عن مستوى المباريات، فالحكم الجيد سيكون تأثيره إيجابيا على المباريات؛ مما سيساعد على ان يكون اللعب مستمرا، اما الحكم الضعيف وغير الجيد سيسهم في اخراج مباراة سيئة فنيا، وسيكثر توقف اللعب؛ بسبب كثرة احتساب الأخطاء، مما يعني هدرا في الوقت والإثارة، وعندما يفقد الحكم السيطرة على المباراة ستتحول المباراة الى فوضى فنية.
:: أتمنى كما يتمنى الشارع الكروي ان تكون الجولات القادمة قوية مثيرة ممتعة وأن تكون الانطلاقة الكبرى لدوري قوي.
مقالة للكاتب حمد الدبيخي عن جريدة اليوم