الشيخ: البرقان.. حتى تثبت إدانته!

في عرف القانونيين: المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وفي عرفنا نحن الرياضيين – للأسف الشديد – المتهم مدان حتى تثبت براءته، بل إنه عند بعض المتورمين بداء التعصب: المتهم مدان وإن ثبتت براءته، هذا طبعاً إن كان المتهم ممن يخالفهم الميول، أما إن كان يوافقهم الميول فهو بريء وإن ثبتت إدانته.

في واقعنا الرياضي حدث ذلك ولا زال يحدث بشكل شبه يومي، ولعل ذلك كان سبباً رئيساً في مغادرة الكثيرين للساحة الرياضية، حيث أصبحت بيئة طاردة لاسيما لأصحاب الكفاءات المميزة وذوي الطاقات المشحونة بحب العمل والانجاز، فيما باتت حاضنة بحنان للمتمصلحين والدخلاء ممن عاثوا فيها فساداً.

الدكتور عبدالله البرقان أحد تلك الكفاءات التي كان حتى وقت قريب في نظر الجميع بلا استثناء النموذج الأمثل للرياضي المسؤول حيث تسلح بالتجربة الثرية، والخبرة الميدانية، والتخصص العلمي الدقيق، وأضاف لها السيرة الحسنة والخلق الرفيع، ما جعله أحد القلائل الذين حازوا الإجماع باعتباره الرجل المناسب في المكان المناسب يوم أن تسلّم رئاسة لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم.

حتى الموسم الماضي كان البرقان يوصف ب”دكتور الاحتراف”، حيث استطاع بنجاح باهر معالجة التشوهات التي ظلت تعيب الاحتراف منذ أن أطل برأسه على الساحة الرياضية السعودية قبل نحو عقدين، ولا أنسى هنا أنني أسميته “أبا القانون” في كرة القدم السعودية حيث كان الوحيد الذي تبناه ورعاه فأحسن التبني والرعاية، في ظل ما كنا نقف عليه من تواطؤ وتنكر له من هذا أو ذاك إن بحجة أو بأخرى.

مع إطلالة هذا الموسم وبين عشية وضحاها بات البرقان في مرمى الاتهامات، التي طاولت عمله وتجاوزته إلى شخصه ومن يتابع الفضاء الإعلامي، وساحات التواصل الاجتماعي يقف على كثير من ذلك، وفي وقت تزداد فيها الاتهامات ينأى “أبو القانون” من التجاوب معها لا على سبيل التعاطي الرسمي مع من قدموا بضاعتهم الإعلامية وينتظرون منه رد الحجة بالحجة والوثيقة بالوثيقة، ولا بالانزلاق وراء فاحشي القول وساقطي الأخلاق ممن يتمترسون خلف سياج (تويتر) ويريدون منه أن يجاريهم في سفهم وغيهم، وهيهات يظنون.

حجة البرقان في كل مرة ورغم ازدياد الضغوطات عليه أنّ موعده المؤتمر الصحفي الذي قرر أن يعقده اليوم، وفي هذا المؤتمر الموعود والمرتقب سيكون “دكتور الاحتراف” أمام اختبار مصداقية، واختبار التزام، ليس أمام من تصدوا له، ولا أمام من سعوا لتشويهه، وإنما أمام الرأي العام بمختلف شرائحه وتوجهاته حيث بات ينتظر مدى قدرته على تخريج الكرة من ملعبه.

يبدو لي أن أكثر الناس ترقباً حد القلق لمؤتمر البرقان هم نحن الذين آمنا بعمله وراهنا عليه، حيث بتنا نترقب مدى قدرته على قلب الطاولة من عدمها، ليس انحيازاً له، حيث إن كان ثمة انحياز لديّ ولدى من يؤمنون برسالة الإعلام فسننحاز لمهنتنا، وإنما انتصاراً للعمل المهني والاحترافي، أكان إعلامياً أو قانونياً؛ خصوصاً وقد علمنا “أبو القانون” أن العمل الاحترافي لا يقبل القسمة على اثنين، فهل عساه ينجح ؟!.

مقالة للكاتب محمد الشيخ عن جريدة الرياض

6