إنطلقت منافسات الجولة الأولى من مسابقة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين للموسم الرياضي 2014 – 2015 و التي شهدت أداءاً فنياً متبايناً بين الفرق مع ظهور القوى الكبرى في الكرة السعودية بالعلامة الكاملة أمام المنافسين .
فالفريق النصراوي بطل المسابقة ظهر في لقاءه أمام نجران بشخصية قوية تنبئ عن دخوله المسابقة بشراسة للحفاظ على لقبه فتفوق بأربعة أهداف لهدف ، لكن أهم مكتسبات الفريق النصراوي من هذا اللقاء كانت في :
– عودة ثقة المدرج النصراوي في فريقه و خصوصاً المدرب كانيدا و الذي تباينت الآراء حوله بعد خسارة السوبر أمام الشباب بركلات الترجيح ، فبالرغم من ظهوره بأداء مقنع حينها إلا أن لقاء نجران أبرز جوانب التكتيك و الإمكانيات الفنية التي يمتلكها كانيدا بشكل أكبر .
– حضور المحترفين الأجانب بشكل أفضل و ثقلهم الفني في الفريق ، فالبرازيلي ماركينيوس قدم أداءاً مغاير مسح به الصورة الهزيلة التي ظهر بها في نهائي السوبر ، فيما واصل البولندي أدريان قيادته لوسط الفريق بفاعلية .
– إستكمالاً للموسم الماضي وضح عدم تأثر النصر بغياب العناصر المؤثرة فالبدلاء يظهرون و يقدمون الأداء اللافت ، ففي ظل غياب السهلاوي و عدم مشاركة البرازيلي هيرنان ظهر المهاجم الثالث حسن الراهب و قاد الفريق للفوز بإحرازه لهدفين من الأهداف الأربعة ، و كذلك أداء مميز لعبدالعزيز الجبرين و كامل المر كبدلاء لإبراهيم غالب و حسين عبدالغني الغائبين بسبب الإيقافات .
في الطرف الآخر ظهر نجران بأداء دفاعي مهزوز و غير منسجم ، و وضح تأثره هجومياً بغياب المحترف الأردني مصعب اللحام .
أما وصيف النسخة الماضية فريق الهلال فقد خاض لقاء الجولة الأولى أمام الشعلة بعد أن لعب مواجهة مقدمة من الجولة الثانية أمام العروبة ، حيث ظهر الفريق الهلالي في الجولتين بـ :
– شكل هجومي لافت تميز فيه بسرعة الأداء واللياقة العالية مع إجادة للثنائيات و الثلاثيات بشكل كبير بين أفراده الذين تميز بينهم سلمان الفرج و البرازيلي نيفيز و المهاجم ناصر الشمراني .
– إلا أن القوة الهجومية في الهلال قابلها تركيب دفاعي دون المستوى في ظل غياب الدور الدفاعي لظهيري الجنب و تقدم محور الإرتكاز للعب بشكل أكبر في ملعب الخصم والذي ربما نعزوه لفارق المستويات الفنية بين الهلال و الفرق التي قابلها .
– لكن الجانب الذي يجب على المدرب ريجيكامب أن يعمل عليه في الشق الدفاعي هو بطء قلبي الدفاع ( كواك و ديغاو ) في التغطية و الإرتداد . و كذلك تلافي الأخطاء الدفاعية و حراس المرمى و التي إتضح خطورتها على مرمى الفريق و إستقباله لأهداف غير مبررة في الجولتين السابقة .
فيما كان فريق العروبة الذي قابل الهلال أولاً و خسر برباعية بأداء دفاعي سيئ و إنخفاض مستوى حارسه رافع الرويلي حيث استقبلت شباكه في لقائين سبعة أهداف ، أما فريق الشعلة فقدم أداءاً مقنعاً لا يعكس النتيجة التي تلقاها أمام الهلال بثلاثة أهداف لهدف .
و في جدة ظهر الفريق الأهلاوي بكامل حيويته و عنفوانه بالرغم من الغيابات التي تداهم الفريق و لعبه بمحترف أجنبي واحد في التشكيلة الأساسية و هو المهاجم السوري عمر السومة الذي تألق بإحرازه لهاتريك قاد به الفريق لفوز بسداسية على هجر ، مع أداء رائع للنجم الشاب صالح العمري و حسين المقهوي ، حيث شكل العمري جبهة يسرى قوية مع منصور الحربي أقلقت الدفاع الهجراوي ، فيما ظهرت خطورة المقهوي في توغله من العمق و كذلك مساندة السومة في اللمسة الأخيرة ونهاية الهجمة .
كما تألق وليد باخشوين في محور الإرتكاز و قيادة خط الوسط مع أداء متوسط من القائد تيسير الجاسم . لكن المقلق للمتابع الأهلاوي هو استمرار غياب النجم مصطفى بصاص عن أدائه العالي و ظهوره بحالة فنية غير مستقرة .
في المقابل قدم هجر مباراة تكتيكية جيدة في النصف ساعة الأولى أمام الأولى حتى جاء الهدف الأهلاوي و حاول بعدها الفريق الهجراوي الخروج من مناطقه ليتلقى النتيجة الثقيلة و خصوصاً في الدقائق العشر الأخيرة و التي شهدت إنهيار كامل للفريق تلقى من خلاله ثلاثة أهداف .
أما الإتحاد فإنتصر في لقاء مقدم أمام الفيصلي بهدفين لهدف ، و كسب الجولة الأولى أمام الفتح بهدف نظيف . لكن الإتحاد بالرغم من التفوق في النتيجة في اللقائين ظهر بأداء فني متوسط قبل مواجهة العين الهامة في البطولة الآسيوية .
ويعاب على الفريق الإتحادي في المواجهتين السابقتين عدم سيطرته على منطقة المناورة والتحكم في سير المباراة بسبب :
– إعتماد الفريق بشكل كبير على الأطراف و التي يتألق فيها عبدالفتاح عسيري و فهد المولد أكثر من وجودهم في العمق .
– بالرغم من ظهور البرازيلي ماركينهو بشكل جيد في متوسط الميدان و ذلك من خلال التسديدات القوية و التمريرات الحاسمة ، إلا أنه خطورته بدت أكبر عندما يميل إلى الطرف لمساندة ظهير الجنب بالتوغل أو الإعتماد على الكرات العرضية الخطيرة .
– مساندة المالي دياكيتي في الأدوار الهجومية على حساب محور الإرتكاز جعلت باجندوح وحيداً مما يعني سهولة سيطرة الخصم على منطقة المناورة .
– لذلك تبدو خطورة الفريق الإتحادي أكبر في اللقاءات الماضية عندما يشارك الخبير محمد نور في دور صانع اللعب الحقيقي و وجود ماركينهو على الجناح ، فتجد التنوع في الحلول الهجومية من خلال تمريرات الهدف من نور ، و السيطرة على اللقاء بالضغط على الخصم في ملعبه .
– لكن المشكلة التي واجهت الفريق الإتحادي في اللقائين الماضيين غياب اللمسة الأخيرة من رأس الحربة الصريح مختار فلاتة و حتى عبدالرحمن الغامدي ، مما يعني حاجة الفريق الماسة لخدمات المهاجم ياكونان بعد شفائه و إلتحاقه بالفريق .
أما الفريقين الذين واجها الإتحاد وهما الفيصلي و الفتح فكليهما قدماً أداءاً جيداً ، ففريق الفيصلي كسب مواجهته الثانية امام الرائد .
فيما سيطر الفتح و هدد مرمى الإتحاد لكن الحلول الهجومية غابت عن الفريق في ظل اعتماد المدرب ماكيدا على اسلوب الكرة الإسبانية في السيطرة على الملعب و الإستحواذ و هو ما لا يناسب فريق الفتح و عناصره التي تعودت على اسلوب مدربه السابق الجبال في إغلاق مناطقه الخلفية و الإعتماد على المرتدات السريعة بقيادة إلتون و الحمدان و من أمامهما المهاجم سالومو .
و في الرياض قاد المحترفان البرازيليان روجيرو و رافينها و بتوقيع المهاجم نايف هزازي قيادة الفريق الشبابي حين تفوق على الخليج بهدفين نظيفين ، حيث المواجهة لم تعكس الأداء الشبابي الحقيقي و الذي كان يمكنه أن يظهر بشكل أفضل ، لكن ضغط اللقاءات في الفترة حيث خاض الفريق مواجهة نهائي السوبر أمام النصر ، و من ثم لقاء كأس ولي العهد أمام الرياض و مواجهة الخليج في الدوري خلال أقل من عشرة أيام .
لذلك فإن تدوير العناصر كان هو السمة الغالبة في تشكيلة مورايس ، في المقابل لم تظهر إستفادة الفريق بالشكل المثالي من الأجانب طارق خطاب و السنغالي دياني الذي قدم أداءاً دون المستوى المأمول .
تجدر الإشارة إلى أن قطبي بريدة الرائد و التعاون لم يظهرا بالشكل المطلوب و الذي يوازي إعدادهم القوي قبل الموسم حيث خسر التعاون أمام العروبة بالرغم من سيطرته ميدانياً و تفوقه هجومياً إلا أن الأخطاء الدفاعية كلفت الفريق أربعة أهداف ، و من قبلها غادر من مسابقة كأس ولي العهد أمام القادسية . أما الرائد فلم يقدم ما يشفع له و خسر أمام الفيصلي بهدف نظيف .
نقاط و ملاحظات عامة من الجولة الأولى :
– قوة هجومية و غزارة في الأهداف حيث استقبلت الشباك في الجولة الأولى 27 هدفاً في سبع لقاءات بمعدل قارب الأربع أهداف في كل لقاء ، و لقائين مقدمين من الجولة الثانية سجلت فيها ثمانية أهداف .
– كثرة الإصابات من الجولة الأولى فلا يكاد يخلو فريق من غياب أو أكثر عن الجولة القادمة بسبب الإصابة ، و ربما يعود ذلك إلى سوء إستعداد اللاعب نفسه ، أو تساهل الحكام الملحوظ عن الخشونة في اللقاءات الماضية .
– أداء تحكيمي متوسط إلى ما دون المتوسط حيث شهدت بعض اللقاءات أخطاء تحكيمية فادحة ، فيما جاءت أغلب اللقاءات هادئة و بدون قرارات تحكيمية جدلية و قد يكون ذلك إلى غياب المنافسة بين طرفي اللقاء .
– حضور جماهيري لافت و خصوصاً من قطبي جدة و الذين خاضا أول لقاءاتهم في الدوري على ملعب ” الجوهرة ” ليشهد لقاء كل منهما حضور جماهيري قارب الستين ألف متفرج ، فيما كان الحضور الجماهيري لأندية العاصمة جيداً قياساً بأهمية اللقاءات التي خاضتها تلك الفرق . لذلك من المتوقع بهذا المعدل أن يحطم الحضور الجماهيري الأرقام القياسية في المواسم السابقة و يتخطى حاجز المليون مشجع لهذا الموسم .