ولو كانت الطاقة الاستيعابية لمدرجات ملعب الجوهرة تحتمل أكثر من ستين ألف مشجع لقام شعب الاتحاد بما لم يحدث من قبل ورفع سقف الحضور الجماهيري في لقاء الغد أمام الفتح إلى رقم قياسي لا يحطمه إلا الاتحاد وبس.
لقد تم إعلان التعبئة الداعمة تحت شعار (الشعب ناويها 60 ألف عاشق) يغطون مدرجات الجوهرة عن بكرة أبيها، ولو فيه خرم إبرة لسدوه براية خفاقة وصفقة مشتاقة، وكأني بهم (60 ألف جوهرة) تلمع وتسطع وتتلألأ دعماً ومساندة لكتيبة النمور.
لا يصل إلى هذا المدى الشعبي إلا جمهور الاتحاد ولا يحقق هذه الطفرة من العشق إلا المدرج الذهبي، لكن داء البيروقراطية وفشل التنظيم والتخلف المعشعش في تسويق المباراة أصاب الجميع بخيبة أمل لعدم توفر تذاكر دخول ملعب الجوهرة لحضور هذا اللقاء المنتظر.
كنت أعتقد أن شركة أرامكو وهي المعنية بإدارة شؤون هذا الملعب وتنظيم الدخول إليه حتى الآن لديها من حسن التقدير وفطنة التدبير ما يكفي لاستثمار انطلاقة الدوري وصناعة (افتتاح شعبي) كبير لملعب الجوهرة.. لكن يبدو أن خبرتها الفقيرة في التنظيم الرياضي لا ترقى لمستوى الطموحات، بل هي ليست من اختصاصها أصلاً.. وبالتالي أخفقت في وضع آلية مناسبة لبيع التذاكر.
والغريب أنها رفضت الحلول المقترحة من جانب شركة صلة ورابطة المحترفين بعد أن لعبت في رأسها الإشادة بإنجاز (الجوهرة) في وقت قياسي وبأجمل تصميم فأصبح يستهويها دور (الحاكم بأمره) فترد عليهم: (لا وأعلى ما في خيلكم اركبوه).
كان بإمكان أرامكو أن تتعامل مع الحدث بشكل حضاري.. تماماً كما فعل الإخوة الأشقاء في الامارات الذين قاموا بتسويق تذاكر دخول مباراة العين مع الاتحاد (الذهاب) عبر شبكة الانترنت من خلال موقع نادي العين، فقد حصل العديد من عشاق الاتحاد على تذكرة هذه المباراة رغم أنها ستقام بعد أيام في أرض العين وتبعد عنهم آلاف الكيلومترات، بينما عجزوا عن الحصول على تذكرة مباراة الغد مع الفتح التي ستقام داخل مدينة (جدة) التي يعيشون فيها!!
تلك هي المهزلة بعينها، وذلك هو الفشل الذريع الذي تصنعه بعض الجهات لدينا دون أدنى اعتبار لمشاعر الجماهير وما يمكن أن ينتج عن ذلك من معاناة وسوق سوداء وفوضى وتزاحم عنيف واشتباك بالأيدي وتجمهر كما حدث أمس أمام متجر نادي الاتحاد في شارع التحلية.
ورغم كل هذا.. لا يزال بإمكان أرامكو تدارك الوضع الراهن وحل مشكلة (البحث عن تذكرة) بشكل أفضل فتفتح للجماهير نوافذ بيع التذاكر في الملعب من صباح اليوم الثلاثاء وحتى موعد المباراة غداً، وبعدها تعيد النظر في طريقة حضارية أفضل كما يحدث في ملاعب العالم الراقية، فإن لم تستطع ذلك عاجلاً فعليها رفع يدها عن ملعب الجوهرة وتسليم إدارة مبارياته وتسويق تذاكره إلى من يملك الخبرة والتخصص، وتفارقنا مع (60 ألف سلامة).
عن الرياضي