انتهى مونديال البرازيل بكل صعوباته وحلاوته ومرارته وجمالياته وأخطائه وفاز في نظري من يستحق الفوز وهو المنتخب الألماني العنيد العتيد، والكرة التي توازي المرسيدس في قوتها ومتانتها وجودتها وأصالتها.
وبدأ العد التنازلي لمونديال روسيا 2018 واستلم الرئيس “بوتين” علم الفيفا وبدأت ورشة العمل وستبدأ الزيارات والأخذ والرد حتى نهاية المونديال، وإن كان الفيفا قرر تغيير أسلوب عمله مع روسيا لأنه على حد زعمه واجه جحيما في البرازيل في المفاوضات وتأخر استلام المنشآت.
على نفس السياق بدء العد التنازلي لمونديال قطر 2022، وبدأت ورشة العمل في لجنة المشاريع والإرث “اللجنة العليا لاستضافة البطولة”، وفي الدولة الخليجية الحالمة لتقديم عمل مثالي تاريخي للمونديال وتغيير وجه كرة القدم، وتقديم الدولة الصغيرة مساحة الكبيرة فكرا وعملا وقيادة، على أنها قادرة على صنع الفارق من حيث البنية التحتية والتجهيزات الأسطورية لذلك المونديال الأول في الشرق الأوسط.
شخصيا أعتقد أن هذا المونديال سيقام بين شهري نوفمبر وفبراير ومن الصعوبة بمكان إقامته في فصل الصيف حتى لو تم تكييف كل الملاعب والمواصلات والممرات لأن درجات الحرارة على الجماهير ستكون عالية، وكأس العالم تحتاج ملاعب مليئة بالجمهور، والحرارة حتما ستعيق حركة الجماهير وتنقلاتهم خارج الملاعب وبين أماكن السكن والتسوق والترفيه.
الأكيد أن الأمر سيحسم قريبا جدا في “فيفا”، وسيعرف القطريون الوقت بالضبط وعندها ستنطلق ورشة العمل الكبرى لإنجاز المهمة غير المسبوقة في استضافة حدث رياضي ضخم جدا بحجم كأس العالم في دولة لم تصل حتى الآن إلى المونديال.
الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي كمواطن خليجي هو إعداد منتخب قطري يستطيع الصعود إلى الدور الثاني على الأقل، وهذا يحتاج إلى عمل جبار ودقيق فنيا وإداريا، وأمام الاتحاد القطري 8 سنوات لإعداد العنابي بشكل علمي مدروس يبدأ من أمم آسيا 2015 مرورا بمونديال روسيا 2018 وأمم آسيا 2019، وعدد من دورات الخليج العربي وأيام الفيفا من الآن وحتى مونديال 2022.
اللاعبون القطريون الذين أعمارهم اليوم بين 14 وحتى 20 عاما، سيكون مناسبا تواجدهم في المونديال الحلم لأن المعدل العمري المناسب حسب الدراسات العلمية للمشاركة بقوة في المونديال يكون بين 23 وحتى 27 عاما، وبالتالي فإن الجيل الحالي الموجود لن يكون منهم أحد في كأس العالم 2022، إلا ما ندر.
ويجب البحث عن المواهب العمرية بين 14 و18 وهي موجودة الآن في الأندية والأكاديميات القطرية، وبدء برنامج عمل طويل وشاق حتى 2022 من خلال معسكرات ومشاركات ومباريات ودية ودورات لمزيد من الترابط والانسجام مع الإضافة والإبعاد بين فترة وأخرى.
أعتقد أن الاستفادة من المتخصصين في كرة القدم سيكون عملا صحيحا وسليما، بمعنى الذهاب إلى المعاهد الألمانية المتخصصة في كرة القدم والطلب منها إعداد خطة لإعداد المنتخب القطري لمونديال 2022، وأنا على يقين أن الألمان سيقدمون برنامج عمل فني إداري يجعل المنتخب القطري في مونديال قطر منتخبا محترما.
مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن