عى طريقة المحلات التجارية، تفننت أندية دوري (عبداللطيف جميل) في تقديم فرقها الكروية سواء من خلال استقبال اللاعبين الأجانب وطريقة استقبالهم وتمرير أشرطة موثقة لهم توضح إمكاناتهم وأهدافهم أو من خلال توزيع أخبار مختلفة عن المعسكرات الخارجية والمباريات الودية، وأحاديث التحدي للإداريين والمدربين إلى درجة تشعر من خلالها أن كأس الدوري سيتنافس عليه عشرة فرق، فكل المعسكرين يفوزون وأجانبهم مميزون وروح التحدي والثقة شعار الجميع، لذا نحن موعودون بدوري ساخن جدا ليس به صغير وكبير وكان الله في عون الحكام واللجان ذات العلاقة فالعمل سيكون مضن وشاق وحتى النقل التلفزيوني سيحتار مسيروه في اختيار الأفضل للوصف والتحليل، والغريب في الأمر أن معظم الجماهير أكلت الطعم وبدأ عشمها كبيرا في فرقها ونست أو تناست أن هذه الاسطوانة معتادة سنويا، لأن الواقع مع الانطلاقة الرسمية سيكشف المستور وتتضح من خلاله ألاعيب المحلات، عفوا الأندية فالبضائع لم تتغير وكل مافي الأمر تغيير طفيف في الشكل أما المضمون بقي كما هو.
بنظرة واقعية لحال فرقنا الوضع لن يختلف كثيرا ومسلسل إبعاد المدربين سيبدأ من الحلقات الأولى، وقناعتي تلك سببها خبرة السنين إذ عاصرت مقالب عديدة للاعبين أجانب تسبقهم سيفيات مضمونها الإبداع والتألق وهم في سن مبكرة وقبل الإصابات وبعد حضورهم ينكشف المستور، وبالنسبة للاعبين المحليين فمعضمهم قمة في الانضباط والعطاء أثناء المعسكرات الخارجية، ومع بدأ الموسم يختلف الحال ويتحول ليلهم إلى نهار ويحلو له السهر وبعدها يفقدون حيويتهم، وتبدأ أخبار غيابات تدريبات الصباح وحوادث الطرق والسفرات المفاجئة بداعي تصوير إعلانات لا نراها، من ذلك كله سيبدأ الدوري كما هي المواسم الماضية ويكثر الضغط على المدربين المساكين مع تبرئة كاملة للاعبين وحينها ستعج صالات المغادرة في مطاراتنا بالمدربين المقالين، وتلك النظرة التشاؤمية أتمنى أن يقابلها حال معاكس وفكر عال للإداريين واللاعبين ونرى على أرض الواقع عمل احترافي متكامل يضمن عطاء اللاعبين بمنحهم حقوقهم أولا بأول ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة حتى يجد المدربون أجواء صحية للعمل السليم، أما إذا استمر الوضع كما كان عليه في السابق رواتب متأخرة وتعويض مسكن بمكافآت قليلة فلن يتعدل الحال ويستمر التذبذب وتباين العطاءات، لأن العمل الاحترافي منظومة متكاملة وحدوث أي خلل في الإدارة بسبب الضعف المالي سيفسد كل الجهود التي يبذلها المدربون والأجهزة المعاونة.
نقاط خاصة
* كان بودّي من قناتنا الرياضية لو تم تخصيص جزء من ميزانية مشروع نقل الدوريات الأجنبية لتطوير الإعداد وتقديم معدين بارعين يصنعون الفارق ويستثمرون الأحداث الرياضية، وكذلك عمل تطوير للمذيعين والمراسلين وإلحاقهم بدورات خارجية.
* شخصنة الأمور وتجاهل الأعمال وانتقاد أصحابها.. غيّب العقل والمنطق في النقد، فلنراقب الله في كل حرف ينطق أو يكتب!
الكلام الأخير:
من سعادة المرء أن يضع معروفه عند من يشكره!
عن الرياض