السقوط الاصفر

نايف الجهني

لم يخرج الديربي الكبير بين الأهلي والاتحاد بالصورة المثالية المطلوبة رغم انه شهد  قبيل انطلاقته بادرة رائعة من إدارة الفريقين حول تقسيم المدرجات أنهت إشكالا كاد يتطور إلى احتقان جماهيري مبالغ.

ولعل موضوع التقسيم بحد ذاته كان في صالح الأهلي رغم إن الفرصة كانت بيد الاتحاد ليستفيد من دعم جماهيريه في كلا المواجهتين بنسبة 50% مثل منافسه الأهلي.

لكن الاتحاديين رأوا إن الأفضل إن تكون البداية في أرضهم وبينهم جماهيريهم فقط ولم يحسموا المباراة بنتيجة كبيرة مما جعلهم في الإياب بين جموح الأهلي وهدير جماهيره الذي ساهم في تقهقر العميد وخسارة التأهل.

ورغم إن كلمة خسارة لم يعد لها مجال كون المتأهل الآن فريق سعودي يستحق شرف التمثيل ويجب دعمه.

لكن الوضع في الاتحاد يحتاج الكثير والكثير لإعادة العميد لسابق عهده.

إن المشكلة الحقيقية في معظم الأندية هي التناحر الشرفي والاختلاف الجوهري بين رجالات النادي ( أي نادي) وكذلك الحروب الخفية وبروز بعض الأسماء التي يكثر حديثها دون عمل.

هذه المشكلة كفيلة بتفكيك دول وليس مؤسسات رياضية وهي علة العلل وأم المشاكل فكم من نادي عندما تخفق إدارته حبال النقد تلتف حول رقاب أعضائها لتترجل عن قيادة النادي ويأتي غيرها.. وقد تتحول تلك الإدارات المقالة أو المستقيلة إلى حزب معارضة لا ينفك يذكر بما فعل وينتقد ما يحدث!!

وعند أول سقوط للفريق تسقط معه الإدارة وتضطر للرحيل لتأتي غيرها والضحية الفريق بلا شك وكذلك جماهيره التي ملت الاختلافات والتفرقة وتتمنى التكاتف من أجل عشقها.

وان كانت نسبة هذه المشاكل وتشعبها ومدى تشرذم رجال النادي مختلفة من فريق لأخر إلا إنها تبقى سمة ما أن تحل على فريق حتى تحوله إلى إطلال يكثر المتباكين عليها .

في النادي الأصفر يوجه اللوم لثلاث جهات بشكل مستمر وهذه الثلاث جهات يمكن استنساخها في أكثر من نادي مع تغيير دور كل منها حسب تأثيره.

وأول من يتم تحميله مسئولية الإخفاق هي الإدارة الاتحادية والتي لم تنجح في حشد تأييد شرفي لمساعدتها في تسيير شئون العميد وكذلك الأمر لإعلام الاتحاد الذي انقسم على نفسه وأخيرا بعض الأسماء التي استعدت بالدعم لكنها لم توفي بوعودها .

أما اخطر المشاكل على الأندية فهي نظرية المؤامرة وان كل قرار أو تنظيم إنما المقصود به إفشال مسيرة الفريق وخدمة الطرف الآخر.

وإذا كان مستقبل الاتحاد مجهول بعد الخروج الآسيوي فإن على رجال الاتحاد ومسئوليه مهمة كبيرة لتخطي هذه الخسارة وانتشال الفريق من تبعاتها وتهيئته لمواصلة الركض في ميدان البطولات.

على الجانب الأخضر من الصورة يبدو إن المدرسة الأهلاوية لم تنتج فريقا مميزا فحسب بل أنتجت فكرا جديدا تطور وتبلور ليصنع من المستحيل ممكناً وفي تناغم بين الإدارة والجماهير اظهر لوحة ابد اعت قادت الملكي إلى نهائي آسيا وبات الأهلي على بعد 90 دقيقة من تحقيق مجد تاريخي وإركاع  آسيا لتدخل راضية إلى قلعة الذهب وتتوشح بالعالمية.

ولا يمكن أن يتجاهل منصف ما قدمته إدارة الأهلي الحالية وعلى رأسها أمير الرقي والأخلاق فهد بن خالد.

مختصر الكلام

–          أحداث ما بعد الديربي كانت مشينة ومهينة.. لا اتهم احد ولا أبرئ احد لكن المنطق لا يبرئ هزازي

–          دييجو سوزا بصراحة لم يكن مؤثر في الاتحاد فهو ليس ذلك النجم الحاسم.. فإذا ذهب فلن يغضب ذلك جماهير العميد

–          موراليس لن يغادر الأهلي وان حدث لن يكون البديل سوزا.. الفكر الأهلاوي قد لا يتوافق مع هذه الفرضية.. هذا ما اتوقعه.

–          حرب قذرة تشنها صحافة التأليف ضد نادي سعودي .. سيكتشف الجمهور انه بعض رموز هذه الصحافة نماذج للانحطاط الفكري المتعصب.

–          صدمت في بعض الأسماء التي اعتبرتها هامات راقية يستفاد منها.. لكنهم بصراحة كالمتسولين على أبواب الأثرياء

–          المعلق السعودي ينجح في القنوات الخارجية لكنه إذا سلم المايكروفون في ملاعبنا يتحول إلى شخص آخر لا يفقه في التعليق ولا يجيد سوى لغة الصراخ.

–          لا زال رجا السلمي متألق ومتزن ويعطي كل ذي حق حقه.

–          قلت قبل سنوات إن هناك أسماء راقية تحترم المشاهد وتفرض احترامها من المحللين، لم يتغير رأيي فيهم منذ ذاك الحين ولم يتغيروا ومن أبرزهم.. تركي الخليوي .. طارق التويجري .. منيف الحربي.. وجدي الطويل.. حامد البلوي.

–          اقدر واحترم المعلق ناصر الأحمد ولكني أتمنى أن يعتزل التعليق ويتجه للإذاعة والتقديم فهو سيبدع هناك أكثر .

–          يمكن تقسيم المرحلة الإعلامية السعودية إلى 3 مراحل الأولى كانت الحقبة الماضية مع صحافة الورق وثانيها الثورة التكنولوجية والفضائيات وثالثها نتاج تمازج الفكر الشاب مع مستجدات العصر وارتفاع مستوى الوعي .

–          اليوم وقبل 3 جولات من نهاية الدور الأول يبقى نادي الفتح الوحيد القادر على تحقيق لقب البطولة لو فاز في جميع مبارياته القادمة وهذا ليس مستحيل ولكنه صعب جداً.

7