“1”
نعم.. يتعاطف كثيرون مع هولندا.. لماذا؟
إنه التاريخ.. لأنها كانت تقترب من الكأس في “مونديالات” سابقة ثم تضيع عند خط النهاية في لحظة مفاجئة أمام أنظارها وأعين العالم الذي تعاطف معها كثيرا.
يحبها كثيرون أيضا لأنها ابتدعت أسلوبا جديدا في عالم الكرة أصبح من العلامات الفارقة في اللعبة الشعبية الأولى، وسار عليه من بعدها منتخبات وفرق عديدة وهو أسلوب الكرة الشاملة.
“2”
المركز الثاني كان “يصادق” الهولنديين في المونديال لكنه العدو من جهتهم، مع أنه أكسبهم تعاطف واحترام العالم أجمع.
وبدأت قصة الطواحين مع المركز الثاني قبل ٤٠ سنة وبالتحديد عام ١٩٧٤، عندما فازت عليها الأرجنتين في النهائي بثلاثة أهداف لهدف والتصقت هولندا بالمركز الثاني.
“3”
ويقول التاريخ وليس أنا من يقول لأنني لم أع ذلك الكأس فما زال عمري صغيرا على تلك الفترة.. يقول إن هولندا قدمت في تلك البطولة مستويات رائعة خاصة وأنها فازت على الأرجنتين بأربعة نظيفة، وألمانيا الشرقية بهدفين للا شيء، والبرازيل بهدفين.
“4”
وسقط الهولنديون في فخ المركز الثاني أيضا في مونديال ٧٨ أمام الأرجنتين نفسها بثلاثة أهداف لهدف، واحتضنت المركز الثاني للمرة الثالثة في جنوب أفريقيا قبل ٤ سنوات عندما خسرت النهائي أمام إسبانيا بهدف أنيستا وضياع روبن الهولندي الذي فوت على الهولنديين (فرص العمر) في تلك المباراة.
“5”
ويبدو أن روبن أراد في هذا المونديال أن يعوض ما أضاعه في جنوب أفريقيا عندما افتتح مبارياته بسحق من أذاقه طعم المركز الثاني في المونديال السابق بخمسة سجل منها روبن هدفين بعد أن (غربل) الدفاع الإسباني وأذاقه المر مرات عديدة.
هولندا.. منتخب “مبتكر” في كل مونديال يخوضه، ابتكر الكرة الشاملة وها هو يخترع لنا الآن طريقة جديدة في اللعب، ولا ينسى أن يواصل فنه وامتاعه.
“6”
عشاق البرتقالي ونجومه يخشون أيضا أن يصل هولندا إلى النهائي بابتكاراته وجمالية أدائه وفنيات لاعبيه، ثم يسقط في النفس الأخير ليعود للمرة الرابعة إلى المركز البغيض له.. الثاني!!
مقالة للكاتب عبدالكريم الفالح عن جريدة اليوم