نعم، لم تكن كل مسيرة الرئيس الجديد إلا إرهاصات وبدايات لخطوة أهم ألا وهي اعتلاء سدة رئاسة المؤسسة الرياضية، فكيف سيكون وكيف ستبدو رياضتنا معه؟ فالوسط الذي ودع بالشكر والتقدير رئيسه السابق، الذي قدم وعمل في ظل ظروف صعبة وتركة ثقيلة يمد يد الترحيب والرجاء بالقادم الجديد، فالأمير عبد الله بن مساعد أحد أبناء الوسط الرياضي، تدرج فيه وتقلد مناصب أهلته لكسب خبرة مكنته من معرفة حقيقة ما يدور في كواليسه وزواياه، وكانت بين يديه مسؤولية ملفات مهمة في هذا الجانب، فبخلاف كونه رئيساً سابقاً لنادي له مكانته وجماهيريته، فقد عُهد إليه برئاسة فريق عمل التخصيص وتنمية الموارد المالية تحت رئاسة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه الله، وهي اللجنة التي شكلت كي تعالج الإخفاق الذي أصاب الكرة السعودية والتراجع الكبير في مستويات منتخباتها ومن ثم كلفه الأمير نواف بن فيصل بن فهد برئاسة فريق عمل دراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي، فالرجل حين نتتبع سيرته نراه نشأ وتربى في هذا المجال وخالط وجالس الكثير من القيادات والمسؤولين، فتراكم هذه الخبرات التي صقلها بنجاحه الشخصي وقدرته على تنظيم وقته بأن يؤلف ويدير شركته الخاصة بنجاح يجعل العشم كبيراً بأن يحوّل هذه الرؤى والأفكار التي يتبناها خصوصاً في مجال الخصخصة وفك ارتباط الأندية بالدعم الحكومي مما يمكنها من بناء كياناتها التجارية بشكل مستقل، فالملف الذي كان رئيساً لفرقة إعداده مطالب بالمضي فيه، وأكثر ما يحفز لهذه الرؤية بأنه قريب جداً من مكونات الوسط الرياضي ولديه القدرة على الوصول سريعاً للكفاءات التي يثق فيها ويراها معينة له ومساعدة في تحقيق ما يطمح من تطوير وإرجاع هيبة مفقودة، فمثله يجعل الحلم يكبر والأمل مشرق متى ما صدق في سعيه وجد في جهده حتى وإن ذكر بأنه سيمكث ثلاثة أشهر يتابع ويدرس ويراقب بيئة العمل قبل أن يتخذ أي قرار غير أن العذر منه سيكون غير مقبول، فهو من القادرين على الكمال والراغبين في طريقه.
– ومما يطمح له الرياضيون من الرئيس الخارج من رحم هذا الوسط بأن يعيد للجان هيبتها وقدرتها على العمل بعيداً عن الضغوطات الناتجة عن خسارة فريق أو انتصاره، فلا بد من جعل الأنظمة هي التي تقود الحراك الرياضي، فالحكم والخصم هما اللوائح ووجوب العمل على إصدار لوائح تفسيرية لها تكفل للجميع معرفة الإجراء المتخذ حيال كل ما يدور بكل شفافية.
– وكون تعيينه تزامن مع الأمر الملكي الكريم التاريخي بإنشاء 11 استاداً رياضياً على أحدث طراز مشابهة لاستاد الجوهرة الرياضي، فملف الملاعب وبيئتها حديث خصب لا ينتهي، فلعل هذا الدفع والبذل الحكومي يكون مساعداً ومعيناً في معالجة هذه المعضلة ومن هذا الباب يجب بأن يكون للرئاسة دور في دراسة جدوى الأماكن التي تقام عليها هذه المشاريع بأن تكون في مكان متوسط يخدم فرق وشباب كل منطقة، فحاضرة كل منطقة بُنيت بها مدينة رياضية من قبل، فمن الحكمة عدم تكديس المنشآت في مساحة جغرافية تحرم البقية من الوصول إليها بيسر وسهولة فينتفي الهدف الذي أُسست من أجله، فهل نرى من الرئيس الجديد توجهاً للمشاركة والحضور في هذا الملف وتحديد مكان بنائها بكل قوة وتدبير.
– ولأن منتخبات كل دولة هي عنوانها الرياضي، فالرغبة الكبيرة للجميع هي بأن تعود كرة القدم السعودية للمونديال العالمي من جديد وتحضر كما حضرت سابقاً والقضاء على مسببات قلة فاعلية اللاعب حتى سبقنا الكثير ممن كانوا خلفنا في وقت مضى.
– الركون لما يقوله الإعلام مشكلة تعيق سير العمل، فالصوت الجيد وحرف الحقيقة سيصل ومرحب به بكل تأكيد غير أن المقصود هو صوت تشكل كمتحدث بشعار الفريق الذي ينتمي له، فلا حسن إلا ما يناسب هذا العشق والسيئ ما كان في غير صالحه فليس قرب الصوت أو بعده دلالة على عدالته أو ظلمه، بل كون الحق مطيته أم لا؟
مقالة للكاتب سليمان العطني عن جريدة الاقتصادية