لم يكن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الهولندي على حساب نظيره الأسباني مجرد فوز في لعبة كرة القدم فالهولنديون ينظرون إلى الحدث من جانب آخر بعيد كل البعد عن عالم المستديرة ، ولعل في اكتساء جنبات الملعب باللون البرتقالي ما يعيدنا إلى التاريخ وأحداث لازالت عالقة في ذاكرة الهولنديين تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي حين قادت هولندا ثورة تمرد ضد الحُكم الإسباني عليها ، تمخض عنها ظهور القائد الأسطوري “وليام أورانج” الذي نالت على يديه هولندا أخيراً إستقلالها من وطأة الإسبان بعد حرب دامت رحاها قرابة الثمانين عام ، الأمر الذي دفع الثوار الهولنديين آنذاك إلى تغيير ألوان العلم الهولندي من اللون الاحمر والأبيض والأزرق إلى اللون البرتقالي تكريماً للأمير “وليام أورانج”، والذي إلتصقت ذكراه بهذا اللون نسبةً لإسمه ، فعلى الرغم من عودة العلم الهولندي فيما بعد إلى ألوانه الأصلية إلاّ أن الهولنديين لازالوا يقدسون هذا القائد الأسطوري العظيم حتى اليوم ، ويحيون ذكراه باللون البرتقالي الذي لا ينفصل عن المظاهر الشعبية ولا حتى الرسمية الهولندية لاسيما في التظاهرات الكبيرة ، بل أنه بات جزءاً أصيلاً من تقاليد شعب الطواحين .
هنا كان لابد للصحف الهولندية من تناول فوز منتخبها العريض على الأسبان بطابع ثأري خاص ولم يكن مجرد فوز في لعبة كرة القدم .
Twitter@munif_2012