فريق كرة القدم هو مثله مثل أي فريق عمل سواء كان في ورشة أو مصنع أو شركة أو حتى مجموعة بناء.بسيطة يجب أن يكون لكل فرد في هذه المجموعة دور يؤديه بإتقان ولكي يؤدي الدور الموكل اليه يجب أن يحمل مواصفات تؤهله لأداء هذا الدور … وإذا أردنا تقسيم الأدوار على فريق عمل كرة القدم داخل الملعب فستكون قسمين الاول القيادة والتخطيط والثاني المجهود والتنفيذ .
أولا القيادة والتخطيط يحب أن يكون للفريق قائد ومهمة هذا القائد هي السيطرة على الفريق وأداءه بتسريع الأداء او أبطائه برفع المعنويات وشحذ الهمم أو بتهدئة الانفعالات والسيطرة على الأعصاب حسب ظروف المباراة وللقائد مواصفات منها الخبرة والحنكة ويجب ان يكون محل ثقة واحترام بقية أعضاء الفريق كما يجب أن يكون أساسي دائما وليس احتياطي صاحب مستوى فني عالي.. هذا بالنسبة للقيادة العامة للفريق وهناك قيادة فرعية وهي لخط الدفاع أو يمكن تسميتها قيادة التنظيم الدفاعي وهذه مهمة جدا وأفضل من يقوم بذلك حارس المرمى لأنه وجهه دائما للملعب ويرى كل الثغرات والاعوجاجات في دفاعه فالفريق الذي يملك حارسا خبيرا يجيد تنظيم خط الدفاع دائما ما يكون فريقا منظما دفاعيا وبالتالي تسهل مهامه الهجومية وإذ لم يكن حارس المرمى مجيدا لهذا الدور فيجب ان يقوم به آخر مدافع ( الليبرو ) ..ويأتي بعد ذلك اللاعب ( صانع اللعب ) وهذا اللاعب هو الذي تبدأ من عنده كل الهجمات فهو يخطط لبناء وصنع الهجمات فهو صاحب فكر خلاق ونظرة ثاقبة وسرعة بديهة يختصر الزمن والمسافات بلمسة سحرية يقلب موازين المباراة بتمريرة ذهبية هو باختصار طباخ الفريق وفي العادة لا يبذل صناع اللعب مجهودا بدنيا كبيرا والفريق لا يحتاج لأكثر من صانع لعب متمكن فواحد فقط يكفي .
القسم الثاني من الفريق وهم الأكثرية يمكن تسميتهم بلاعبي المجهود والتنفيذ وهؤلاء نوعين لاعبين مهرة ولاعبين يؤدون أدوار تكتيكية ولكن المهم ان يبذلوا كلهم مجهودا وافرا ويحرثوا الملعب طولا وعرضا.. المهرة هم الذين يؤدون الادوار الهجومية لأنهم يحتاجون للتخلص من المدافعين والتصرف بمهارة داخل الصندوق والتسديد بذكاء وقوة على المرمى والتكتيكين هم لاعبو الوسط والدفاع يؤدون ما يطلبه منهم المدرب بإتقان وذلك بالتحرك والضغط على المنافس والتغطية والارتداد السريع ومساندة الهجمة وكل ماهو يساهم في خدمة الفريق .
هذا هو الفريق المثالي في كرة القدم . فاذا كان كل لاعبي المجهود والتنفيذ مهرة فهذا يزيد الفريق قوة ويميزه لأنك بذلك تكون قد حصلت على لاعب ماهر وصاحب مجهود ويؤدي الادوار التكتيكية كما هو الحال في برشلونة .
وفي أنديتنا السعودية عموما نشكو من عدم وجود قائد للفريق باستثناء نادي الاتحاد يملك محمد نور وهو نعم القائد ولا يوجد لدينا حارس يجيد تنظيم الدفاع كما كان يفعل محمد الدعيع ولكن اسامة هوساوي بارع في تنظيم الدفاع وقيادته أما صناع اللعب فهم قلة وأغلبهم أجانب وأبرزهم كماتشو في الشباب وايلتون في الفتح وحتى لاعبي المجهود فبعض أنديتنا يعاني منهم كثيرا خاصة المهرة .
ولذا إذا أراد نادي النصر أن يحقق البطولات عليه أن يدقق ويختار بعناية فائقة لاعبيه الاربعة الأجانب فيكون احدهم قلب دفاع يتمتع بمواصفات القيادة والقدرة على تنظيم منظومة الدفاع وصانع العاب على أعلى طراز ومهاجمين مهاريين أحدهم هداف صريح والآخر يلعب على الأطراف ويفتح الثغرات ثم ينتقي بقية لاعبيه المحليين من النوعية التي لديها لياقة بدنية عالية وتحرث الملعب طولا وعرضا وتلعب بحماس ورغبة في الحصول على البطولات أمثال غالب وشايع وخالد الغامدي والاستغناء عن كل الكسولين المتراخين .
عندما كان النصر يحقق البطولات كان يقود دفاعه توفيق المقرن وكان النصر يملك صانع لعب من طراز عالمي يوسف خميس وجاء من بعده الموسيقار فهد الهريفي وكانت بقية المنظومة تؤدي أدوارها المهارية ( ماجد ومحيسن ) والتكتيكية ( صالح المطلق وخالد الهزاع وغيرهم ) وكان كل طاقم الفريق يبذل أقصى مجهود لديه ولا يبخل على النادي بقطرة عرق .
نقاط تحت السطر :-
• صناعة فريق قوي يحقق البطولات تحتاج الى المال اولا لاستقطاب اللاعبين المؤثرين ثم العين الخبيرة التي تعرف كيف تنتقي هؤلاء المؤثرين .
• نادي ملقا الى عهد قريب هو نادي لا حس ولا خبر ومنذ ان اشتراه الثري العربي أصبح منافسا فهو الآن يحتل صدارة مجموعته في الشامبيونز ليق ويحتل المركز الثالث في الليقا الاسباني متقدما على ريال مدريد .
• باريس سان جيرمان نادي عريق ولكنه الآن برؤوس الاموال العربية أصبح يصنف من الاندية السوبر الاوربية ومرشح لنيل لقب الشمبيونز ليق .
• في كل العالم بطولة الدوري المحلي هي أهم بطولة وهي التي تحدد تكامل الفريق الذي ينالها ولذا هي جواز تأهل الفرق للبطولات القارية .
• ولكن لدينا بطولة الدوري غالبا ما يشوبها التشكيك والسبب هو فوضوية جدول المباريات و سوء أداء حكامنا فهم أصبحوا أهم عامل في توجيه مسار بطولة الدوري .
• في آخر تصريح لأسامة هوساوي تحلل فيه من عهد فرضه الهلاليين عليه ووضح اسامة انه لا عهد بينه وبين الهلال حيث قال “لو الهلال سمح لي أذهب لأوربا قبل انتهاء فترة الستة أشهر كنت بالتأكيد سأعود للهلال لانه تنازل عن ستة اشهر من عقدي ولكن هذا لم يحصل والكل يعرف اني أكملت عقدي للنهاية”.
• أخشى ألا يتم اختيار اسامة للمنتخب المرة القادمة بعد هذا التصريح .
• أطلعت على آخر إحصائية للكروت الصفراء واللاعبين المهددين بالإيقاف فوجدت هذه الكروت موزعة على 13 نادي من دوري زين كل نادي لديه عدد من اللاعبين المهددين بالإيقاف يتراوح عددهم ما بين 3 الى 7 لاعبين وحسب علمي ان دوري زين فيه 14 ناديا فتساءلت اين النادي الرابع عشر عن هذه الإحصائية هل سقط أسمه سهوا !!
الرمية الأخيرة :-
كثرت في الآونة الأخيرة مقابلات مع لاعبين نصراويين قدامى كلهم يطالبون بحقوق قديمة لهم بالنادي … وبغض النظر عن ماهية أهداف هذه المقابلات وبغض النظر عن مما اذا كان لهؤلاء أوراق تثبت هذه الحقوق أو لا … فانا أدعو نادي النصر بجمع كل المطالبين وإنهاء ما يطالبون به فمن كان يملك أوراق تثبت حقه يوفى له دينه ومن ليس له أوراق يعطى له ما يطالب به من باب التكريم وإغلاق هذا الباب نهائيا خاصة اذا ما علمنا ان ما يطالب به هؤلاء اللاعبين جميعا قد لا يتعدى الثلاثة ملايين ريال .
