تنطلق مساء اليوم الخميس كأس العالم الأكثر جدلاً في التاريخ. ويأمل جميع البرازيليين بألا يتحول هذا العيد الكروي الكبير، الذي يقام مرة كل أربع سنوات، إلى فوضى بسبب التهديدات باللجوء إلى الإضرابات في بلد تجتاحه مشاكل اجتماعية جمة، تستمر منذ أكثر من عام.
ودافعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف مساء أمس الأول عن التنظيم المثير للجدل لمونديال 2014 مؤكدة أن البرازيل “مستعدة على أرضية المستطيل الأخضر وخارج الملاعب”.
وفي كلمة إلى الأمة البرازيلية، بثتها محطات التلفزة والإذاعة، رحبت روسيف بالمشجعين من العالم بأسره، وقالت لهم إن البرازيل تنتظرهم بـ”أذرع مفتوحة”.
وقالت إن البرازيل تخطت العقبات الرئيسية، وهي مستعدة داخل الملاعب وخارجها.
وأضافت: بنينا، وطورنا المطارات والمرافئ والجادات والجسور والطرق وخطوط النقل السريعة.. وقمنا بذلك بالدرجة الأولى من أجل البرازيليين.
وقالت: إن هذه الإنجازات لن تذهب في حقائب السياح بعد المونديال؛ ستبقى هنا في خدمة جميع البرازيليين. ستستمر الألعاب لمدة شهر، لكن المنافع ستبقى كل الحياة”.
وقالت أيضاً: “منذ العام 2010 عندما بدأنا ببناء الملاعب استثمرت الحكومة الفيدرالية والولايات والبلديات 1.7 مليار ريال في التربية والصحة”، وذلك في إطار دفاعها عن استثمار 11 مليار دولار من أجل التحضيرات للمونديال.
وفي كلمة إلى المشجعين الأجانب، الذين قد يصل عددهم إلى نحو 600 ألف شخص، قالت روسيف: “أصدقاءنا في العالم بأسره.. تعالوا بسلام”.
في المقابل، أعرب رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر أن الأمور ستسير جيداً، وقال: “نحن واثقون بأن كأس العالم ستكون احتفالية رائعة”.
وتوالت الإضرابات في مختلف المدن البرازيلية بسبب الأموال الضخمة التي أنفقتها الحكومة لتنظيم المونديال، التي بلغت 11 مليار دولار، وتحديداً منذ حزيران/ يونيو عام 2013، واستغل الشعب البرازيلي إقامة كأس القارات للتعبير عن غضبه وعدم رضاه، بعد أن وعدت الحكومة بالاعتماد على الشركات الخاصة لتمويل عملية تنظيم كأس العالم، وإذا بها تقتطع الأموال من الشعب.
وشهدت مختلف المدن البرازيلية في حينها أعمال شغب كبيرة؛ أدت إلى خسائر مادية كبيرة.
وكان عمال المترو في ساو باولو قد أضربوا في الأيام الأخيرة مطالبين بالحصول على حقوقهم أيضاً، وتوعدوا بمواصلة تحركهم خلال المونديال في حال لم ينالوا مطالبهم؛ ما سيؤثر بشكل كبير على الوصول إلى ملعب أرينا كورينتشاس الذي يطلق عليه اسم إيتاكيراو أيضاً، حيث ستُجرى المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا بحضور 66 ألف متفرج، بينهم الرئيسة ديلما روسيف وقادة 11 دولة.
وتستضيف البرازيل على مدى 30 يوماً النسخة العشرين من كأس العالم بمشاركة 32 منتخباً، ستتنافس على إحراز الكأس المرموقة، التي تزن 4.970 كلغ، ويبلغ طولها 36 سنتيمتراً، وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطاً.
كما شهدت أعمال بناء الملاعب في مختلف المدن البرازيلية تأخيراً كبيراً، حتى أن بعضها لن يكون جاهزاً تماماً لدى انطلاق العرس الكروي؛ ما استدعى تحذيراً من الاتحاد الدولي؛ إذ دق الأمين العام جيروم فالكه ناقوس الخطر في آذار/ مارس عام 2012، ووجَّه كلاماً قاسياً للجنة المنظمة قبل أن يضطر رئيس الفيفا جوزيف بلاتر إلى الاعتذار علناً إلى البرازيل.
وستكون منتخبات إسبانيا حاملة اللقب وبطلة أوروبا 2008 و2012 والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (5 مرات) والأرجنتين وألمانيا مرشحة بقوة لإحراز اللقب، وبدرجة أقل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وهولندا والبرتغال.
يبدأ المنتخب البرازيلي رحلة تعويض ما فاته قبل 64 عاماً عندما يقص شريط افتتاح النسخة العشرين لكأس العالم من ملعب “ارينا كورنثيانز” في ساو باولو بمواجهة نظيره الكرواتي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى . وتعود كأس العالم إلى البرازيل، البلد الأكثر تتويجاً باللقب (5 مرات)، للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل “سيليساو” إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغوياني 1-2 أمام 200 ألف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا.
إدواردو يؤدي النشيدين البرازيلي والكرواتي في الافتتاح
ستكون المباراة الافتتاحية لمونديال 2014 مميزة جداً بالنسبة للمهاجم المخضرم إدواردو دا سيلفا لأنه سيؤدي النشيدين الكرواتي والبرازيلي عندما يتواجه المنتخبان على ملعب “أرينا كورنثيانز” في ساو باولو في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى اليوم .
ويعود إدواردو (31 عاماً) إلى بلده الأم الذي تركه عام 1999 للانتقال إلى كرواتيا، حيث انضم إلى أكاديمية الشباب في دينامو زغرب بعد أن بدأ مشواره الكروي مع فريق مسقط رأسه بانغو عام 1996 .
وشاءت المصادفة أن يتواجه إدواردو مع بلده الأم في افتتاح النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي الذي يعود إلى البرازيل بعد أن حل فيها مرة واحدة في السابق وكانت عام ،1950 حيث وصلت إلى المباراة النهائية قبل أن تسقط أمام جارتها الأوروغواي .
وقرر إدواردو، وبحسب ما أكدت والدته، أن يؤدي النشيدين الكرواتي والبرازيلي قبيل المباراة الافتتاحية لكي يظهر أنه لم ينس بلده الأم ويؤكد ولاءه للبلد الذي تبناه كرويا منذ 1999 وفتح الباب أمامه للانتقال إلى العملاق الإنجليزي أرسنال عام 2008 (حتى 2010) ومنحه الجنسية التي سمحت له بأن يدافع عن ألوان المنتخب الوطني في 63 مناسبة حتى الآن .