– قُتِل (عصويد أبو طاقية) أحد ركاب الطائرة الرومانية المتجهة إلى البرازيل على يدي كابتن الطائرة..
– هكذا جاء الخبر في أشهر صحيفة رومانية تعتبر الأكثر تأثيراً ومصداقية ونجاحاً وانتشاراً هناك.
– كان خبر القتل صحيحاً..
– وكان اسم الشخص المقتول صحيحاً..
– وكان بالفعل يستقل طائرة رومانية..
– أما القاتل فقد كان كابتن الطائرة فعلاً كما أوضحت الصحيفة الرومانية.
– ولكن تلك الطائرة لم تكن متجهة إلى البرازيل كما جاء في الخبر حيث أخطأت الصحيفة في تحديد الجهة التي ستطير إليها لأنها طائرة (محلية) وبالكاد تطير في أجواء رومانيا فكيف ستصل إلى البرازيل بحالتها السيئة تلك.
– أهل القتيل (أبو طاقية) لما قرؤوا الخبر في الصحيفة الرومانية سخروا منه طويلاً وتهكموا على الصحيفة بل واتهموها بأنها كاذبة.!
– تسألهم: يا (آل أبو طاقية) أليس (عصويد) ولدكم..؟! فيجيبون: بلى.
– تنشدهم: ألم يُقتل ولدكم على ظهر تلك الطائرة الرومانية..؟! فيقولون: هو كذلك.
– تقول لهم: أليس قاتله هو كابتن الطائرة كما جاء في الخبر..؟! فيهزون رؤوسهم موافقين.
– ثم يبعدون (الطاقية) عن رؤوسهم لتبدأ وصلة من الحك والهرش في تلك الرؤوس ليجيبوك بعدها بصوتٍ واحد: (ولكن الطائرة لم تكن مسافرة إلى البرازيل)..؟!
– تندب حظك الذي رماك في هذا المأزق مع مجموعةٍ من الأغبياء الذين لم يهتموا بالخبر الأساسي الذي كان حقيقياً وصادقاً عن إبعاد ولدهم عن هذه الحياة ومنحه تذكرة خروج بدون عودة من عالمنا وجلسوا يعلقون على أن الطائرة التي وقع عليها الحادث لم تكن مغادرة إلى الجهة التي كتبتها الصحيفة.!!
– تحاول أن تقنعهم بأن الخطأ في ذكر الجهة التي كانت الطائرة مغادرة إليها لا يلغي حقيقة وصحة الخبر الذي أوردته الصحيفة ولكن دون جدوى.
– تندب حظك على (عصويد أبو طاقية) الذي لم يهتم أحد من عائلته بشأن رحيله ومغادرته بقدر اهتمامهم بجهة الطائرة التي كان عليها.
– تلتفت إلى (آل أبو طاقية) وهم منهمكون في التعليق على هامش الموضوع وترك جوهره بغباء منقطع النظير فتضرب كفاً بكف وأنت تردد ذلك المثل الصيني: (أنا أشير للقمر والأحمق ينظر إلى أصبعي)..!!
سالم الشهري
صحيفة الرياضي