•• أسمع كثيرا عن الاستراتيجيات في العمل الرياضي، وأقرأ كثيرا عن الخطط والبرامج الطموحة في ما يعنى بعلاقة الشباب والمجتمع بالرياضة، ولكن إلى الآن لم أجد من ينورني عن ما تحقق منها وما هو تحت التنفيذ، لدرجة أنني بعد طول انتظار ذهبت إلى أحد الضليعين في اللغة لتصحيح فهمي حيال المصطلح وماذا يمكن أن ينضوي تحته من تعريفات، فضحك هذا اللغوي على فهمي القاصر، وقال في الرياضة تستخدمون بعض المصطلحات لتغطية قصوركم في التعايش مع واقع يبرز فيه جديد!
•• ضحكت معه وقلت له: وش تشجع يا دكتور، قال: أشجع البحث العلمي الذي أتمنى أن أجد منكم ــ يا مشاهير الرياضة ــ الاهتمام بهذه البحوث التي باتت اليوم هي الأساس في مجاراة العالم الآخر.
•• ومن عمق هذا الحوار الاستراتيجي، أسأل جهابذة الرياضة والساهرين عليها: هل للبحوث مكان ضمن استراتيجياتنا التي ملأنا بها وسائل الإعلام دون أن يعرف أكثرنا على أي بحث أو دراسة استندت!
•• زميل لي في مهنة المتاعب والمنتمي للإعلام الرياضي يذهلني عندما يتحدث عن الخطط الطموحة وعن إمكانية إيحاد شراكة فعلية مع من سبقونا في هذا المجال، لكنه أضحكني وهو يناكف زميلا آخر معه في البرنامج عندما وصل الأمر إلى حوار الأقدام، أي أنه خرج بمصطلحات لا تتواءم مع ما بدأ به وقدم نفسه على أنه مشجع لم يسمح لزميله في الحوار أن يكمل وجهة نظرة، فقلت بصوت عالٍ: فعلا حتى التعصب له استراتيجيات ولكن بدون خطط طموحة!
•• هل تعلم ــ عزيزي الرياضي، وصديقي غير الرياضي ــ أن جيلا جديدا يحب الرياضة ويتابعها أينما كانت بات ضليعا في فهم ما لرياضتنا وما عليها من خلال متابعته العالمية وصل معها أنه يعرف أين سيصل كل منتخب في كأس العالم، ويدرك أن بورصة انتقال اللاعبين ربما تشهد ركودا بعد مونديال البرازيل، وله في هذا الرأي مبررات لو ساقها ستكون حجة له وأخرى على جيل الاستراتيجيات!
•• رياضتنا قدم وغيرها تتراجع، والسبب هذه المرة عدم فهمنا للاستراتيجيات وغياب الخطط التي سمعنا بها دون نراها!
•• ليس عيبا وأنت تتحدث أو تكتب أن تقول لا أعرف، ولكن العيب أن تتحدث أو تكتب وتنفعل وتناكف وأنت فعلا لا تعرف!
•• أما التجهيل بعينه فقد رأيته وسمعته في حوار في أحد المناشط الرياضية، والذي وصل بواحد من الرياضيين إلى القول إن منتخبنا قادر على تحقيق كأس العالم متى ما خططنا لذلك، ومتى ما وضعنا هذا الطموح هدفا استراتيجيا، وحينما فرغ هذا الرياضي سأله صديقه، أنت تكذب أو تتجمل، فقال: لا هذه ولا تلك بل (أهايط)!
•• أما هذه المفردة الشعبية، والتي فيها من السخرية والتندر ما جعلها أكثر العبارات تداولا في وسائل التواصل الاجتماعي، فخذوها كما هي وسامحوني على القصور.
•• الأستاذ خالد البلطان غادر رئاسة الشباب ــ كما قال ــ باستقالة ولم نقل وقتها إلا أن استقالته مسببة ومبررة ــ وفق ما قاله ــ لكن عاد وذكر أنه استقال ولم يقل دون أي مبرر لهذا النفي والتأكيد!
•• وأخشى أن يأتي بعد يومين أو ثلاثة ليؤكد أنها استقالة ولا أدري يرد على من أبو الوليد، هل على تغريدة أم مقال..
•• بصراحة، خالد البلطان استقال نعم استقال وكفاية تغريدات!.
مقال للكاتب : احمد الشمراني – عكاظ