هلال يتسائل: هل حارب لوبيز هؤلاء اللاعبين؟!!

كل مدرب يطلب إقامه معسكر تدريبي؛ بالتأكيد له هدف يسعى -من خلال المعسكر- أن يحققه.. والسؤال: هل مدرب منتخبنا (السيد لوبيز) حقق الهدف المطلوب من معسكر أسبانيا؟

 ودعونا نقل إن على أي مدرب قبل التفكير بإقامه أي معسكر، عليه أن يتأكد أولا من أدوات نجاحه بالمعسكر، وأقصد بذلك (اللاعبين)، وهل هم في جاهزية كاملة أم لا.. لأن نجاح المعسكر متوقف عليهم.
 الجميع ذهبوا إلى أن لاعبي المنتخب كانوا مجهدين بعد موسم طويل، وكانوا بحاجة للراحة أكثر من حاجتهم لمعسكر خارجي، يزيد من تعبهم ويرهقهم أكثر مما هم مرهقين.
 ما ذكر صحيح.. ولكن بودي أسأل وأقول: لو كان منتخبنا متأهلا لكأس العالم ماذا سنفعل؟ هل سنقيم معسكرا؟ أم أننا سنطالب بإعطاء اللاعبين إجازة، ثم يتم تجميعهم قبل المونديال بأيام والمشاركة؟ أم أن المعسكر سيكون مهما جدا؟
 قبل سفر المنتخب للمعسكر.. والشارع الرياضي والإعلام كان يصف المعسكر بالفاشل؛ لأن توقيته غير جيد، وهذا الأمر انعكس سلبا على اللاعبين، وذهبوا لأسبانيا وقد ترسخ في أذهانهم فشل المعسكر قبل وصولهم!
 والشي الآخر الذي نسأله، هل منتخبنا الوحيد الذي خالف القاعدة، وأقام معسكرا تدريبيا بالخارج في هذا التوقيت؟ فهذا المنتخب الإماراتي يعسكر في سويسرا، والقطري موجود بايطاليا والكويتي سيذهب لتايلند، هل هذه المنتخبات لاعبوها غير مرهقين.
 لوبيز اجتمع بلاعبي الأندية التي انتهت مشاركتهم المحلية مبكرا والذين يرغب بضمهم للمنتخب، وتم اعطاء كل لاعب برنامجا يعمل به لمده يومين الى ثلاثة بالأسبوع؛ حتى لا ينضموا للمعسكر وهم متوقفين تماما، وبعد بدء المعسكر اكتشف ان غالبيتهم لم يطبقوا البرنامج.
 من وجهه نظري.. أرى صعوبة تقيد اللاعبين بالإجازات بأي برنامج؛ لأن (لاعبينا المحترفين مختلفون جدا) وعليه كان يجب على لوبيز ان يفكر في حلول أخرى، بدلا من معسكر اسبانيا حتى لا يخسر اللاعبين بالإصابات أو عدم الجاهزية.
 لوبيز حاله حال أي مدرب قد يجد الاقناع من البعض، وقد لا يجد الاقناع من البعض الآخر، وله أفكاره وأخطاؤه، وهناك الكثيرون من المدربين يسيرون بهذا الاتجاه، ولهذا هم معرضون للنقد أو الإقالة في أي وقت.
 ولهذا، البعض كان يستغرب عدم مشاركه لاعبين كانوا مميزين بالدوري، واتهموا المدرب بأنه يحاربهم، ولا يعرف هؤلاء ان اللاعبين الذين يطالبون بمشاركتهم غير قادرين على الركض؛ لأنهم كانوا متوقفين لأكثر من شهر، وتوقيت المعسكر أضرهم رغم البرنامج المعطى لهم.
أخيرا..
حصل ما حصل، وهو أمر يجب أن يستفيد منه لوبيز، الذي في رأيي أنه لم يعرف طبيعة اللاعب السعودي عند اعطائه أي برنامج بالإجازة، ولم يقتنع بما نقل له، ودفع المنتخب الثمن، ولهذا لم يستفد من المعسكر كثيرا، فكانت السلبيات أكثر من الايجابيات، ولهذا عليه ان يتعلم من هذا الدرس جيدا.

 

مقالة للكاتب سمير هلال في جريدة اليوم

12