اليوم نكمل شهرا على قرار اتحاد كرة القدم المتعلق بتشكيل لجنة لتقييم أعمال اللجان ومنحها مدة شهر للرفع بالوضع الذي وقفت عليه حيال كل لجنة وما الدور الذي قامت به خلال الموسم المنصرم.
اليوم نكمل يومين بعد آخر هزيمتين ثقيلتين للمنتخب الأول في معسكره في إسبانيا على يد مولدافيا (تصنيف 99) وجورجيا (تصنيف 103)، الأولى بالأربعة والثانية بهدفين، وبالتأكيد سيؤثر ذلك على التصنيف الشهري المقرر الجمعة المقبلة على منتخبات الفئة (A) الذي يصدره الفيفا منذ عام 1993 عوضا عن التأثير النفسي على اللاعبين.
اليوم يصل إلى مسامعنا انزعاج عدد من أعضاء الجمعية العمومية على التهميش الذي يقوم به مجلس إدارة الاتحاد السعودي، وعدم دعوته لعقد الجمعية العمومية في وقتها المحدد، حسبما اتفق عليه في النظام الأساسي في مارس الماضي، وأن هناك أعضاء يحاولون عقد اجتماع “غير عادي” عاجل للنظر في كثير من التجاوزات والأخطاء.
واليوم أيضا تشهد الساحة الكروية القارية تغييرات في أسماء أعضاء اللجان القارية للممثلين السعوديين لصالح عدد من الأعضاء الجدد في المجلس الجديد وكأن الهدف والغاية البحث عن مثل هذه العضويات التي لا تقدم ولا تؤخر إذا كان العضو غير منتج في اتحاده المحلي فإن إنتاجه الدولي سيكون متواضعا في أغلبه.
اليوم أيضا يعيش اتحاد القدم وعبر عدد من أعضاء الجمعية العمومية أطول فترة تعديل نظام أساسي في تاريخ كرة القدم في العالم، فحتى الآن ومنذ عام ونصف العام والاجتماعت متواصلة من جدة إلى الرياض إلى الدمام إلى دبي ولم ينته هذا المشروع البسيط البدائي -الذي يجب أن يتبعه إعداد لوائح تفسيرية كثيرة- وكأن صياغة نظام أساسي لاتحاد كرة قدم عمره شارف على الستين عاما توازي صناعة قنبلة ذرية أو نووية!
عندما نفند أنا وغيري الأخطاء ونوضحها فنحن نبحث عن الصالح العام لكرة القدم وليس بيني شخصيا وبين أي عضو، سواء في مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية، أي خلاف إطلاقا، وإنما نهدف لإيصال وتوضيح الوضع للرأي العام من جانب مسؤوليتنا الاجتماعية كنقاد وكتاب وخبراء في مجال اللعبة.
نتائج معسكر إسبانيا ستؤثر حتما على منتخبنا في مسيرته المقبلة في دورة الخليج وكأس أمم آسيا وستضعه تحت الضغط، وقد تحدث -لا سمح الله- نتائج سيئة في البطولتين المهمتين، ويجب علاج أوضاع المنتخب قبل تدهور الحالة للأسوأ وعقد الاجتماعات اللازمة لدراسة وتقييم الوضع من أهل الخبرة والتجربة والاختصاص وليس من أي أحد على طريقة اجتمعنا وناقشنا.
بالنسبة للجنة التقييم فلا أعتقد ولست متفائلا أصلا بأي نتائج ذات قيمة لأن المقيم هو صاحب المشكلة فكيف يقيم نفسه! وهذا خطأ استراتيجي وقع فيه الاتحاد في اجتماع 2 مايو 2014 عندما شكل اللجنة من أعضائه، وكان الأحرى به والأفضل تشكيل لجنة من الجمعية العمومية أو اللجنة الأولمبية أو أصحاب الخبرة أو منهم جميعا وإعطاءهم صلاحيات الاطلاع على كل شيء ليكون التقييم موضوعيا ومحايدا وعمليا ويؤدي بالفعل إلى توصيات مفيدة للكرة السعودية.
أما عقد الجمعية العمومية حسب المزاج والفراغ (والفضاوة) فهذا ليس عملا احترافيا لأنني سمعت أن هناك توجها لعقدها في منتصف رمضان المقبل بعد عودة الأعضاء الموقرين من إجازاتهم.
مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن