يسعى المنتخب الأسباني لكرة القدم إلى قطع الخطوة قبل الأخيرة في طريقه نحو المجد وكتابة التاريخ وذلك عندما يلتقي غدا الأربعاء نظيره البرتغالي على استاد “دونباس آرينا” بمدينة دونيتسك الأوكرانية في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا.
ويأمل المنتخب الأسباني في التأهل للنهائي ليصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز غير مسبوق بأن يكون أول منتخب يحصد ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين (كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية) حيث سبق له الفوز بلقب يورو 2008 ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وتصطدم هذه الرغبة الأسبانية الجامحة بالطموح البرتغالي القوي بقيادة نجم الهجوم البرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو.
ويتسم اللقاء الأيبيري غدا بقدر كبير من الإثارة في ظل العدد الهائل من النجوم بين صفوف كل من الفريقين والطريقة المتوقعة من كل من الفريقين في التعامل مع اللقاء.
وتمثل المبارالة غدا خطوة جديدة للمنتخب الأسباني نحو تحقيق لقبه الكبير الثالث على التواليكما تبدو فرصة أخرى للمنتخب البرتغالي على طريق تحقيق الحلم وإحراز اللقب الأول له في البطولة الأوروبية بعدما أهدر هذه الفرصة سابقا في يورو 2004 عندما استضافت بلاده البطولة ولكنه خسر أمام المنتخب اليوناني في المباراة النهائية.
وإلى جانب ذلك ، يمتلك كل من الفريقين سجلا بارزا في مواجهة الآخر خاصة في السنوات القليلة الماضية.
وكانت آخر المواجهات الرسمية بين الفريقين لصالح المنتخب الأسباني حيث تغلب على نظيره البرتغالي 1/صفر في دور الستة عشر لكأس العالم 2010 بينما كانت آخر لقاءات الفريقين على الإطلاق لصالح المنتخب البرتغالي الذي تغلب على نظيره الأسباني 4/صفر وديا في العام الماضي.
ولكن كلا من المنتخبين لا يتعامل مع المباريات الودية بنفس أسلوب التعامل مع اللقاءات الرسمية.
ورغم تأهله للمربع الذهبي ، لم يقدم المنتخب الأسباني حتى الآن أفضل مستوياته في البطولة الحالية وإن نال الفريق دفعة معنوية هائلة واكتسب مزيدا من الثقة بعد التغلب 2/صفر على نظيره الفرنسي في دور الثمانية دون أن يعاني الفريق كثيرا في مواجهة الديوك.
ويحظى محور خط الوسط المكون من سيرخيو راموس وتشابي ألونسو وأندريس إنييستا إضافة لصانع اللعب تشافي هيرنانديز بدور هائل في قوة أداء المنتخب الأسباني.
وفي المقابل ، نجح البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الأسباني في محو الصورة الهزيلة التي ظهر عليها في بداية مسيرته بالبطولة الحالية وحقق طفرة رائعة في أداء الفريق بالمباراتين الماضيتين حيث سجل هدفين قاد بهما الفريق للفوز 2/1 على هولندا في ثالث مباريات الفريق بالدور الأول ثم سجل هدف الفوز 1/صفر على التشيك في دور الثمانية.
ورغم ذلك ، أكد المنتخب الأسباني أنه يدرك جيدا أن منافسه البرتغالي لا يقتصر على رونالدو.
وأكد سيسيك فابريجاس نجم المنتخب الأسباني “الهجمات المرتدة هي إحدى نقاط القوة في الفريق البرتغالي. ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك. يعرفون جيدا كيف يستعيدون الكرة”.
ولا يبدو أن تشكيل أي من الفريقين سيشهد أي مفاجآت. وإذا كان هناك احتمال لذلك ، فإنه سيتعلق بالجدل المتكرر في المنتخب الأسباني بشأن اللعب برأس حربة صريح أو الاعتماد على سيسيك فابريجاس كمهاجم.
وما زال فيرناندو توريس هو الخيار الأول لمديره الفني فيسنتي دل بوسكي في حالة الاستقرار على الدفع بمهاجم صريح بينما سيكون فابريجاس جاهزا في حالة عودة دل بوسكي لنفس الطريقة التي استهل بها مشواره في البطولة الحالية.
كما أن الإرهاق الذي يعاني منه بعض اللاعبين مثل ديفيد سيلفا قد يجبر دل بوسكي على إجراء بعض التعديلات في صفوف الفريق.
وفي المقابل ، سيكون هوجو ألميدا هو المرشح الأبرز للعب بجوار رونالدو وناني بدلا من المهاجم البرتغالي المصاب هيلدر بوستيجا.
ويلعب ميجيل فيلوسو وجواو موتينيو في وسط الملعب لمنح زميلهما راؤول ميريليس حرية أكبر في الحركة.
وفي الدفاع ، يأمل بيبي وبرونو ألفيش في الحفاظ على المستوى الراقي الذي قدماه في البطولة حتى الآن.
وأكد جواو بيريرا لاعب المنتخب البرتغالي “الأمور بدأت بشكل سيئ ولكنها تحسنت. لدي شعور بأننا أصبحنا الآن أكثر اتحادا في مواجهة المنتخب الأسباني. أصبحنا الآن أفضل كثيرا من الناحية الخططية وأصبح مستوى الثقة هائلا. ستكون مواجهة أيبيرية كلاسيكية ومباراة رائعة”.
وتشهد المباراة غدا مواجهة بين زملاء عديدين حيث تضم صفوف المنتخبين عددا من لاعبي ريال مدريد الأسباني أبرزهم المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وحارس المرمى الأسباني إيكر كاسياس.
كما ستشهد المباراة مواجهة أخرة مثيرة بين بيبي وفابيو كوينتراو وكريسستيانو رونالدو نجوم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي وجيرارد بيكيه وسيرخيو بوسكيتس وتشافي هيرنانديز وإنييستا لاعبي برشلونة والمنتخب الأسباني.
ورغم أنه منالمتوقع أن يظل المنتخب الأسباني هو الأطكثر استحواذا على الكرة ، لن يستطيع ذلك أن يقلص خطورة رونالدو وناني.