يخطئ من يظن أن الكلام المعسول الذي يتبجح به بلاتر عن العدالة والنظافة والرشاوي وغيرها من العبارات المنمقة، تنم عن براءته وحسن سريرته وأخلاقه العالية في عالم كرة القدم التي يدير أمورها منذ مايقارب العقدين من الزمن، وعاش في أروقة إمبراطورية الفساد عقودا أكثر منها في مناصب مختلفة وعاشر كل دهاة اللعبة حتى أصبح على قمة أغنى إمبراطورية في العالم يديرها بخبث ودهاء منقطع النظير تجاوز به من سبقه الداهية هافيلانج بأميال واسعة.
عجوز اللعبة الذي يقارب الثمانين من العمر، يحاول أن ينظف سيرته المتسخة بطريقة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) عندما يوزع الاتهامات التي تشير كل الأنباء المتداولة أن يكون هو قد شارك بها فعلا، وقبض من وراءها ماقبض، ليحاول أن يقدم نفسه بصورة ناصعة كي يقف في وجه منتقديه ومنافسيه على رئاسة الاتحاد..
وكلنا تابعنا من قبل وقرأنا تصريحات كثيرة لقادة اللعبة في العالم، ونجومها، وإدارييها، كيف يلف الفساد الفيفا من كل حدب وصوب، وما كلام رئيس الاتحاد الأفريقي والكونكاف في مناسبات سابقة ومارادونا وبيليه وكريستيانو ومنافسه الفرنسي على الرئاسة، وبيكنباور وغيرهم الكثير إلا دليل واضح على مايفعله ويجري في اروقة الاتحاد الدولي.
وكلنا يذكر الفضائح الثمانية التي هزت الفيفا في أعوام سابقة حول شراء الأصوات والرشاوى وتنظيم المونديال، وطريقة بيع حقوق النقل الحصري للمونديال وغيرها من الاستثمارات التي كانت موضع شك وريبة وكان وراءها بلاتر، ومن قبله هافيلانج الذي كان يسانده بلاتر حينها.
وبلاتر صاحب ال 77 عاماً زاد في صفحات فضائحه فضيحة عندما تداولت وسائل الإعلام ارتباطه عاطفيا بالسيدة المتزوجة ليندا باراس (49 عاما) دون أدنى أحساس بالشعور بالمسؤولية أو الحياء..فيما رد ببرود على الألمان الذين أرادوا ان يجردوه من وسام الاستحقاق بعد تداول فضيحته بملف الاستضافة لمونديال المانيا وجنوب افريقيا..
تلك هي جزء بسيط من ملفات الفساد في امبرطورية الفيفا التي يديرها بلاتر ومن قبله هافيلانج حيث يحاول الأول أن يحرم العرب من حق استضافة المونديال لحجج كثيرة يطلقها هو وأعوانه، فيما يحاول محاربة منتقديه بأعنف الوسائل ضاربا عرض الحائط بالأخلاق الرياضية، حارما أكبر شريحة من العالم في متابعة أكثر الألعاب شعبية (المونديال) من المتابعة التلفزيونية من اجل تعاقدات تعود عليه أولا بالفائدة، لذا فأن الاتحادات الوطنية مطالبة بالوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الداهية الذي حول وسلفه الفيفا إلى أكبر إمبراطورية للفساد في العالم.
بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري
إمبراطورية الفساد