بعد أخذٍ ورد ، وفي شروعٍ لحساب نقاط الفرسان للموسم الرياضي “المحلي” على محمل الجد ، وبعد محاولةٍ لشاهدٍ من أهلها أن يتحرّى الصدق ، أنطقها الاتحاد أخيراً بالحق ، ليُحرج المسكوت عنه مماكان ذات نشوةٍ قد نُطِق !
دعونا لا نلتفت لما سُكِت عنه بلا حُجةٍ أو دعوى ، ولنتحدث عمّن حصد النقاط فهوحديثٌ أقرب للتقوى ، فهناك ثلاثة أسماءٍ لم تتصدر نقاطها قائمة الموسم عبثاً ، أسماءٌ قادمةٌ من مكانٍ تستطيع أن تشم رائحة التاريخ تنبعث منه ، أتت من اسطبل العيد العريق الذي لطالما كان أحد العلامات الفارقة في الفروسيّة السعودية ، وفي مسيرة جانبٍ كبير من فرسانها ، وعلى الرغم من كونه جهةٌ خاصة “غير مدعومةٍ من أي جانبٍ حكومي ” فإن كل زاويةٍ فيه تروي قصّة نجاح فارسٍ مرّ من هُنا ، سواءً كان هذا الفارس يحفظ جميله عن ظهر قلب أو كانت له ذاكِرةٌ مثقوبة ، جميعهم مرّوا من هنا قبّلوا تاريخهُ ذات ود فأكرم مثواهم ، واليوم ها هو يواصل عطاءُه اللا محدود ويغذّي الساحة الفروسية “كعادته ” بمن يحملون اسمه في قلوبهم وإن مثّلوا غيره .
تأتي النقاط لتُخرس الثرثرة ، وتنحني أمام التاريخ وتعلن شيخ الفرسان الأولمبي الكبير الفارس خالد العيد -والذي يمثل فريق الكلية الحربية – مُتصدراً مُقنعاً لا تقبل صدارته المطلقة القسمة على اثنين ، يليه شقيقه المتألق الفارس فهد العيد -الذي يمثل فريق الأمن العام – في الترتيب الثاني مؤكداً أن دماء اسطبل العيد التي تجري في عروقه لا تقبل المفاوضة في التألق ، ليكون ثالث الأسماء المتصدرة الفارس المبدع ناصر البقمي -والذي يمثل فريق الكلية الحربية – معلناً اسطبل العيد أكاديميةٌ لا يتخرج منها إلا من شرب “فنجال” الصدارة !
كم هي منصفةٌ تلك النقاط ، الذي يقيس نتائجها “من زاويةٍ حيادية ” بتلك التي يُعلنها التصنيف الدولي للفرسان السعودين يجد أن صدارتها ذهبت لنفس الأسماء بترتيبٍ مقاربٍ جداً فيما إذا استثنينا الأسماء الكبيرة التي غابت عن المنافسات المحلية تماما امثال الفارس كمال باحمدان و الأمير الفارس عبدالله بن متعب والفارس رمزي الدهامي ، أو تلك التي أغرتها المنافسات العالمية عن معظم منافساتنا المحلية أمثال الفارس عبدالله الشربتلي ، أو من أبعدتهم الإصابة عنها كبطل الخليج الفارس بدر الفرد والذي هو من أقوى المنافسين في الدوري السعودي ويُحسب منافسيه لوجوده ألف حسابٍ وحساب .
إذاً هي حسبةٌ بسيطة، يغيب من غاب عنها ليجد أقرانه ممن ” حضروا” يثبتون للجميع أن الفروسية تعرف فرسانها جيداً ، وتعرف كيف تضع كل فارس حيث يجب أن يكون !