«نعم نستطيع».. هذا هو الشعار الذي يحفز به مشجعو الإكوادور منتخبهم الوطني لكرة القدم والذي يمر بفترة جيدة ووجد مكانه بين الفرق الكبيرة في أمريكا الجنوبية ليحظى بالاحترام من الجميع خاصة عندما يخوض مبارياته على الارتفاع الشاهق لكيتو عاصمة بلاده.
ومن المقرر أن يعتمد المنتخب الإكوادوري على مجموعة من اللاعبين المتميزين في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ومنهم على سبيل المثال لويس أنطونيو فالنسيا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وحجز الفريق مكانه في المونديال البرازيلي بجدارة حيث تأهل مباشرة تحت قيادة مديره الفني الكولومبي رينالدو رويدا الذي لا يحظى بشهرة كبيرة لكنه يتسم بالفاعلية والقدرات العالية على قيادة الفريق.
وأصبح رويدا هو الممثل الحالي «للمدرسة الكولومبية» التي يرجع إليها كثير من نجاحات الكرة الإكوادورية في الفترة الماضية.
ولكن مؤسس عملية التطوير في كرة القدم الإكوادورية كان المدرب المونتنجري دوسان دراسكوفيتش الذي تولى تدريب هذا المنتخب في 1988 وكان فريقا ضعيفا لكنه جلب إليه أساليب اللعب الحديثة.
وقبل رويدا، تعاقب على تدريب المنتخب الإكوادوري ثلاثة مدربين كولومبيين آخرين هم فرانسيسكو ماتورانا وهيرنان داريو جوميز ولويس فيرناندو سواريز.
ولجأ ماتورانا لتطوير واستكمال ما بدأه دراسكوفيتش كما قاد جوميز المنتخب الإكوادوري إلى كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان لتكون المشاركة الأولى للفريق في بطولات كأس العالم.
وقاد سواريز الفريق لمونديال 2006 بألمانيا بينما فشل سيكستو فيزويتي في قيادة الفريق إلى البطولة التالية عام 2010 بجنوب أفريقيا.
وأعاد رويدا الفريق إلى المسار الصحيح مجددًا معتمدًا في هذا على مجموعة من اللاعبين أصحاب القدرات البدنية الرائعة والأداء الخططي الرفيع الذين ينطلقون في الهجوم بمجرد الاستحواذ على الكرة إضافة لوجود خط وسط رائع يضم ستة لاعبين متميزين.
ورغم هذا، يفتقد المنتخب الإكوادوري القدرة الجيدة والكافية على هز شباك المنافسين وهو ما يمثل تحديًا كبيرا أمام فرص الفريق في المونديال البرازيلي، حسبما يرى الخبراء.
وقال رويدا، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: «هناك الأمل دائمًا في التتويج بالبطولات.. الإكوادور لديها منتخب قوي للغاية، فريق شاب للغاية بمستقبل رائع. ربما تكون قلة الخبرة إحدى نقاط الضعف بالفريق بينما يبدو الانسجام في الأداء واللعب الجماعي الذي يسعى له اللاعبون من نقاط القوة بالفريق».
وفي مونديال 2002، خرج الفريق من الدور الأول «دور المجموعات» بالبطولة. وفي البطولة التالية عام 2006 بألمانيا، بلغ الفريق دور الستة عشر.
ولم يقدم الفريق عروضًا مبهرة بشكل كبير ولكنه لم يكن أبدا مثار السخرية في هذه البطولة العالمية.
ويواجه المنتخب الإكوادوري اختبارًا صعبًا في المونديال البرازيلي حيث يخوض فعاليات الدور الأول ضمن المجموعة الخامسة التي تضم معه منتخبين أوروبيين هما فرنسا وسويسرا.
ويتعين على المنتخب الإكوادوري التفوق على أي منهما والفوز عليه إذا أراد الوصول للدور الثاني «دور الستة عشر» بشرط نجاحه أيضا في التغلب على المنتخب الهندوراسي الفريق الرابع بالمجموعة والذي ينظر إليه كثيرون بأنه الأضعف في هذه المجموعة على الأقل من الناحية النظرية.
ويتولى الكولومبي سواريز المدير الفني السابق للإكوادور مهمة تدريب منتخب هندوراس في المونديال البرازيلي.
ولم يعد لدى المنتخب الإكوادوري حاليًا نفس القائد الذي كان يتمتع به في الماضي مثل أليكس أجيناجا وأوجستين دلجادو ولكن موهبة لاعبين مثل فيليبي كايسيدو «الجزيرة الإماراتي» وسيجوندو كاستيو «الهلال السعودي» وريناتو إيبارا «فيتيس آرنهيم الهولندي» وكريستيان نوبوا «دينامو موسكو الروسي» وكريستيان ليونيل راميريز «فورتونا دوسلدورف الألماني» ستسطع بلا شك في المونديال البرازيلي.
كما لعب كل من فريكسون إيرازو وإديسون مينديز ووالتر أيوفي وإينر فالنسيا وجيفرسون مونتيرو وفيدل مارتينيز، الذين ينشطون في بطولات الدوري بأمريكا الجنوبية، دورا بارزا في مسيرة الفريق بالتصفيات.
ولكن مقدار خبرة الفريق تأثر بشكل كبير بوفاة اللاعب كريستيان بينيتيز العام الماضي عن عمر يناهز 27 عامًا خلال فترة احترافه في قطر.
وكان بينيتيز أحد الأعمدة الأساسية والمؤثرة في صفوف الفريق لقوة الأداء على أرضية الملعب وتعامله الرائع مع الجميع خارج الملعب.
ويقيم المنتخب الإكوادوري معسكره خلال المشاركة في المونديال البرازيلي بمدينة فياماو الصغيرة والقريبة من مدينة بورتو أليجري جنوب البرازيل.
ورغم إدراك الفريق لصعوبة مهمته في المونديال وصعوبة تحقيق نتائج أفضل كثيرا مما حققها في 2002 و2006، يتمتع المنتخب الإكوادوري بالطموح ويرغب في التأكيد على عملية التطور التدريجية في مستوى كرة القدم ببلاده.
وينتظر أن يسافر خلف الفريق عدد لا بأس به من المشجعين ليستمع متابعو المونديال البرازيل إلى هتافات “نعم نستطيع” في المدرجات التي تشهد حضور مشجعي الفريق.
ويأمل لاعبو المنتخب الإكوادوري في تحقيق المفاجآت أمام الكبار خاصة وأن الفريق يمتلك المقومات التي تساعده على تحقيق ذلك.