الآغا يكتب عن وليمة البلطان

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً «تويتر» و«فيسبوك» وبعض الصحف بقصة وليمة رئيس نادي الشباب خالد البلطان لمدرب نادي الاتحاد خالد القروني.

والأكيد أن وليمة غداء أو عشاء بين الرياضيين أمر عادي ولا يمكن أن يثير حفيظة أي أحد، ولكن عندما يكون الطرفان متنافسين في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا ولديهما لقاء مصيري يوم غد (الثلثاء) ويقوم مدرب الاتحاد بتلبية الدعوة من دون إعلام ناديه أو رئيس النادي إبراهيم البلوي على الأقل، فهنا لب المشكلة مع تأكيد أن الجميع أخذ الدعوة بحسن نية، ولكن التوقيت وعدم إعلام الإدارة كانا هما المشكلة.

المشكلة أن الطرفين شخصيات عامة، وللطرفين جماهير لها حساباتها المختلفة عن حساباتهما، ولو قلنا مثلاً إن رئيس ريال مدريد عزم مدرب أتلتيكو مدريد على العشاء في بيته قبل أيام من نهائي دوري أبطال أوروبا، فستكون الدعوة حديث كل وسائل الإعلام العالمية رياضية وغير رياضية، ولكن لو تمت دعوة رئيس نادي الاتحاد ومدرب الفريق معاً فلربما كانت التعليقات مختلفة جداً وانقلبت 180 درجة إلى الحديث عن الروح الرياضية التي تسود أجواء الفريقين على رغم فوز الاتحاد على الشباب، ولكن الدعوة تلك طغت على ما عداها وسيطرت على أجواء مباراة الإياب، ولا أعتقد أن القروني وفق في تلبية الدعوة في هذا الظرف تحديداً، وعلى رغم احترامي لرأيه وتفكيره وبياض سريرته فهو لم يذهب وحيداً، بل ذهب بصحبة شخصين، ولكن كان يجب عليه إعلام ناديه، وربما نيل موافقته قبل الإقدام على تلبية الدعوة التي (كركبت) بعض الشيء البيت الاتحادي، ولكنها لم تضعضع أركانه، إذ يبدو لي أن الإدارة الحالية تحاول التعامل مع الأزمات بأسلوب هادئ وراقٍ بعيداً من الإعلام ومن العصبية ومن ردود الفعل الآنية.

وطالما أننا نتحدث عن الاتحاد، فإن مصادر مسؤولة فيه نفت لي نفياً قاطعاً قصة اهتمام العميد بالبرازيلي فيكتور سيموس الذي غادر أم صلال بمشاعر غاضبة من طرف ناديه، إذ وصفه مدربه السابق التركي بولنت كوركوماز حرفياً «بالمغرور والمتعالي وكثير المشكلات ويدعي الإصابة للغياب من التدريبات» وقال عنه أيضاً «إنه متعال على كرة القدم القطرية، ويشعر أنه أكبر من دوري النجوم، ولم يحترم زملاءه في الفريق، فهو متكاسل وغير متعاون ولا يحترم مواعيد التدريبات، وكان لا بد من أن يركز، ويبذل الجهد في مقابل الأموال التي يحصل عليها، ولو كان يعاني من أية مشكلة لكان يجب أن يلجأ إلى مدربه ، بدلاً من الحديث مع الإعلاميين».

دققوا في الكلام جيداً، قال: إن سيموس لاعب كبير ولكنه متعالٍ على زملائه، وهناك فرق شاسع بين نكران المواهب وبين انتقاد الجدية وانعدام احترام الأنظمة والقوانين والأعراف السائدة في الملاعب.

مقالة للكاتب مصطفى الاغا عن جريدة الحياة

14