بتال يكتب عن نماذج سعودية واعدة!

واحدة من سلبيات مجتمعنا السعودي أننا لا نجيد الاحتفاء بالكفاءات الشابة الواعدة من أبنائنا، وتتضح السلبية في أبشع صورها في المجتمع الرياضي خاصة، الذي تفرقه وتجمعه الألوان أولا. وأمام العثرات التي يضعها أبناء الوسط الرياضي في طريق الكفاءات الشابة الواعدة، لم يعد المطلب الرئيس تقديم الدعم لهم، بل كف التقريع عنهم والامتناع عن هز ثقتهم في أنفسهم.

في موسمنا الرياضي المنصرم حديثا، أبدعت مؤسسات وأفراد شاركوا فيه، وسأخصص حروفي المقبلة لتسليط الضوء على كفاءات سعودية واعدة خارج الملعب كانت مميزة في عامنا الرياضي المنقضي.

في الإدارة الرياضية، لمع بشكل واضح شابان سعوديان واعدان، الأول ياسر المسحل المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين، وعضو لجان في الاتحاد القاري، رجل شره في قراءة اللوائح والنظم وحفظها وفهمها. دعوت مرة عضوا في رابطة المحترفين الإماراتية ليكون ضيفا على برنامجي للتعليق على قرارات صادرة عن اتحاد القارة في دوري الأبطال فقال لي: “تطلب استضافتي ولديكم ياسر المسحل؟ هذا مرجعنا إذا اختلفنا”. أثلج صدري ما قال وشعرت بالفخر تجاه شاب سعودي واعد من بلادي.

الثاني هو أحمد العقيل المدير التنفيذي لدوري ركاء، نجح في إعادة الحياة لمسابقة كانت تعيش في الظلام، استقطب رعاة، واجتذب الجماهير إلى المدرجات وأسس عملا مهنيا لافتا سيدوم أعواما مقبلة.

في الإعلام الرياضي، لفت نظري هذا الموسم، الإنتاج المميز لمباريات دوري جميل، بقيادة الشركة السعودية الوطنية العالمية، وبقيادات سعودية شابة رائعة يتقدمهم سلطان المحيسن “27 عاما”، وكثيرون لا يفرقون بين إنتاج مباراة مدتها تسعون دقيقة والبرامج اللاحقة أو التابعة للحدث. “العالمية” نجحت بشكل يدعو للفخر في إخراج مباريات الدوري السعودي في أول عام لها، وتحتاج في عامها الثاني فقط إلى تجاوز بعض المشكلات المالية والإدارية التي لم تؤثر في قدراتها الإنتاجية المميزة. في الإخراج التلفزيوني لمع الشاب السعودي المبدع فيصل العرفج في قيادة طواقم العمل في أكثر من مناسبة، وظهرت لمساته الإبداعية في كثير من الأحداث، وهو قدرة سعودية تستحق الفخر والدعم وتؤكد أن الإبداع يسير في شرايين الشاب السعودي متى منح الفرصة، وغير العرفج كثيرون ينتظرون دورهم.

نماذج سعودية واعدة لمعت هذا الموسم في الإعلام الرياضي، يتقدمهم في كتابة المقالة الرياضية الشاب النجراني الجميل إبراهيم بكري في صحيفة “الجزيرة”، أحيا بمقالته الأسبوعية أساسيات العمود الصحافي المهنية الحقيقية بعد أن شابها ما شابها من الدواخل والتشويه. ومثله الشاب الكاتب ماجد الدسيماني في صحيفة “الرياضي”، أعاد المقالة الساخرة الظريفة إلى الصحافة الرياضية، بأسلوب سلس أخاذ. أعجبني أيضا المراسل التلفزيوني ناصر الشيبان في تغطياته خلال المباريات، ثقته بنفسه لافتة ومفرداته سليمة، ويحتاج إلى بعض التوجيهات والدعم ليتقدم أكثر. هذه نماذج فقط، ومؤكد أن هناك غيرهم لم أتابعهم بشكل دقيق.

شهادتي ستظل مجروحة في كثير من الكفاءات السعودية في رياضة “العربية”، ولا أستطيع التمييز بينهم، وربما أكتب عنهم يوما إذا غادرتهم.

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

6