خرج الملكي من الموسم الكروي خالي الوفاض وبخفي حنين، وكان ختام موسمه مخيبا للآمال بخسارته غير المتوقعة التي لم تكن في الحسبان وخارج حسابات محبيه من الفريق الشبابي الكادح ورئيسه القادح الذي ادى دوره كما ينبغي ان يكون وبالدرجة الكاملة، وكما يقولون: اشتغل خارج الملعب مستغلا كل علاقاته في تجهيز فريقه لأغلى الكؤوس بالشكل المطلوب، وكما يريد هو.
وحقق الفوز والكأس بكل جدارة واستحقاق فيما أخفق الأهلاويون كعادتهم في حسم الكأس لصالحهم، ووقعوا في الكمين الذي نصبه القادح لهم للمرة الثانية، وحقق بطولته الثانية بنفس سيناريو بطولة دوري جميل قبل عامين، وبصراحة افتقد، ويفتقد الاهلاويون اللعب خارج الملعب في النهائيات والمباريات الحاسمة في كثير من المناسبات، وهنا يأتي دور إدارة النادي والجهاز الإداري في عدم الاستفادة من أخطائهم، والعمل على تلافيها، والأدهى من ذلك وقوعهم في نفس الاخطاء السابقة التي كلفت الملكي جهود موسم كامل واهدار الملايين على النادي في صفقات خاسرة وغير مجدية، والاعتماد على مستشارين ووكلاء لاعبين ومدربين اصابوا الملكي في مقتل.
لا يختلف اثنان على كفاءة وقدرات المدرب البرتغالي فيتور بيريرا كمدرب له تاريخ كبير وسيرة ذاتية، الا ان مشكلته تكمن في اصراره على تطبيق افكاره التي كان يطبقها في اوروبا على اللاعب السعودي الذي لم يستوعبها جملة وتفصيلا، لأن ذلك يتطلب منه لياقة بدنية عالية وفكرا كرويا عاليا، لذلك اخفق فيتور بيريرا في تنفيذ ما يدور في عقله وفكره، واصطدم بالأمر الواقع المرير بالاضافة الى انه لا يعترف بالاسماء الرنانة في الفريق ولا يعترف بالمركزية في اللعب، لذلك اختفى توهج بعض نجوم الفريق كمصطفى بصاص وتيسير الجاسم ومنصور الحربي، وهناك لاعبون خذلوه مثل الكوري سوك والبرتغالي لويس ليال والبرازيلي موسورو وان كان الاخيران ظهرا بمستوى لا بأس به في نهاية الموسم، وبصراحة ان الاهلي كان يلعب بدون مهاجمين صريحين هذا الموسم مما ساهم في ضياع الكثير من النقاط والفوز في اكثر من مباراة، ويجب ان يعرف الاهلاويون وفي مقدمتهم المدرب القادم احتياجات الفريق للاعب كصانع العاب ايسر ومهاجمين ولاعب محور؛ لدعم صفوف الفريق ليكون منافسا قويا في الموسم الكروي الجديد.
الجهاز الاداري لم يقم بأداء واجبه بالشكل المطلوب واتمنى عودة المهندس طارق كيال او الدكتور عبدالرزاق ابو داود للاشراف الاداري على الفريق والكابتن محمد السويلم مديرا للفريق، والاستعانة بالمدرب الوطني خالد الشنيف كمستشار فني، والاعلامي الزميل سامي القرشي مديرا للمركز الاعلامي بالنادي، كما يجب اعادة النظر في مدرب اللياقن بالفريق نظرا لاصابة خمسة من نجوم الفريق باصابات الرباط الصليبي، وهم ياسر الفهمي ومحسن العيسى وريان الموسى وكامل الموسى وايريك اوليفيرا وغياب معتز الموسى ولا بد من اعادة فيصل درويش واسماعيل مغربي والتعاقد مع نجوم الاندية المحلية كمحمد كنو ومختار فلاتة ويوسف السالم وحمدان الحمدان وجاسم الحمدان ورافع الرويلي واحمد الكسار، فالاهلي يجب ان يعود الموسم المقبل اكثر قوة وحضورا بعد موسم مليء بالانكسارات والاخطاء الادارية والفنية، ومن حق جمهور الملكي ان يفرح ببطولة الدوري على اقل تقدير، فالامكانات المالية والقاعدة الجماهيرية موجودة، وبقي ان تترجم كل هذه بفكر احترافي ومهني للوصول الى منصات البطولات، فالفتح حقق بطولة دوري جميل بامكانات ضعيفه لا تقارن بامكانات الملكي وتاريخه وبطولاته، مع احترامي للنموذجي الذي قدم درسا كبيرا للاندية الكبيرة بفكر واسع الخيال وسلامتكم.
@Abufaisal_Sport
مقالة للكاتب عبدالعزيز البخاري عن جريدة اليوم