خسارة الاتحاد مباراتين متتاليتين من أمام غريمه التقليدي، على الرغم من تألق الفريق آسيويا أمام فرق مطعمة بترسانة من نجوم الكرة المحترفين، لم تأت من باب الصدفة.. ولكن جاءت تأكيدا على أن هناك أسبابا جوهرية أبعد من الأخطاء التحكيمية، والفردية للاعبين، وسقوط اتحاد القدم في فضيحة «نيتو غيت»، التي منحت الأهلي حقا غير مشروع في تسجيل اللاعب البرازيلي، وفق آلية خاطئة تجاوزت الأنظمة وسمحت بمشاركته لقاءات الديربي، وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها العميد لهكذا سقطات، في «لجان الاتحاد» أولها فضيحة إسقاط ممثل الكرة السعودية في كأس العالم للأندية بوشاية عميل، وآخرها لجنة الاحتراف التي تجاهلت الخلفيات والمستندات، وتطالب بتجاوز فضيحة «نيتو غيت»، لأسباب لمح رئيسها مغردا بأنها «اعتبارية».
العميد يا سادة حقق الكأس نفسه الموسم الماضي، بطموح وقدح شبابه الصغار وأطاح بفرق لا تختلف عن الأهلي، من حيث المستوى والإمكانات ويتصدر هذه الأسباب التهئية النفسية والذهنية، التي غابت من المباراة الأولى.. شباب حديثو عهد يقودهم الحماس والحيوية للركض داخل المستطيل الأخضر، يحملون حلم الانتصار في كل لقاء.. بعيدا عن التوجيه قبل الانطلاق وتعريفهم بأن الخصم يملك نفس الطموحات، ومهيأ بقدرات فنية أعلى وخبرات تفوق حجم التجربة التي يملكونها، وأن الحيوية والنشاط غير كافيين لامتلاك زمام الأمور، حيث افتقد الفريق إلى ذلك التوجيه المباشر على كيفية تهدئة اللعب، وامتصاص حماس الفريق المقابل، إلى جانب بث الروح المعنوية في شباب الفريق وحثهم على الكفاح، على الرغم من فارق الخبرة والمهارة، خاصة أن الأهلي لم يكن ذلك الفريق المتفوق تكتيكيا.. والدليل الأهداف التي سجلت كانت بمجهود فردي، ومن كرات ثابتة ساهم سوء التقدير من قبل حارس الاتحاد وقلة خبرته في تنظيم السد الدفاعي، حتى أن سيناريو الأخطاء يتكرر أمام عجز المدرب عن معالجتها.. كما أن بيريرا استفاد من القراءة الخاطئة للمدير الفني للاتحاد والتي ساعدته على امتلاك المساحات والحرية في الحركة.
الاتحاد مازال يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل والصبر، وعامل الخبرة يمنعنا من تحميل شباب الاتحاد المتحمس نتائج الإخفاق ، ولا نستطيع أن نلوم المدرب المجتهد خالد القروني، ولا تتحمل الإدارة هذا الوضع الذي وجدت عليه الفريق، والمستقبل يحمل الكثير لهذا الفريق الشاب.. مبروك للأهلي والشباب الوصول للنهائي الحلم في الجوهرة.. مباراة بين متنافسين تختلف في كل شيء وتحمل طعم ولون القادحين.
ويبدو بأن من يقدح من رأسه سيصل لمبتغاه.
مقال للكاتب خالد سيف- عكاظ