منذ تأسيس القناة الرياضية السعودية عام 1423 هجري ارتكز توجهها الإعلامي العام على جملة من القيم والمبادئ العربية الأصيلة خصوصا فيما هو في صلب التنافس الشبابي الشريف، ولعل من أبرزها ترسيخ قيم التنافس بين شباب الوطن ودعم الحراك الرياضي وإنهاض مسيرة الرياضة والتنمية الشبابية في المملكة العربية السعودية كيف لا وهي قبلة الإسلام وبيت الإنسانية لأن من يحكمها هو ملك الإنسانية حفظة الله، واليوم ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين في عام نسأل الله أن يوفق والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويسدد خطاه. والمفرح أيضا إننا مقبلون على مزيد من الهدايا الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين لشباب الوطن حيث سيدشن أستاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجدة في بادرة ليست مستغربة على حكومتنا الرشيدة، هنا أجد نفسي أزهو وأتفاخر بمنجزاتنا الوطنية وأحاول أن أشارك في احتفالات أبناء وطني أيضا وأتمنى في ذات السياق أن تتكامل أفراحنا في القنوات الرياضية السعودية للمشاركة في دعم مسيرة الوطن ومساعدة شبابه في توفير مناخ رياضي نقي وصحي وهو ماتسعى القنوات السعودية الرياضية لإرسائه عبر مبادئ الرياضة السامية. ومن وجهة نظري يتقاطع ذلك مع أدوار كبيرة تصب في ذات المنحى لجهات مدنية أخرى كالرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم وغيرها ممن تعني بمشاكل الشباب وهمومهم،
ومن هذه المنطلقات والأسس فإن القنوات الرياضية الست وبإشراف مديرها العام الدكتور محمد باريان خطت بشكل موسع في اتجاه التغيير مع الاحتفاظ بالهوية الوطنية السعودية المرتكزة على الثوابت الأصيلة لتحقيق الأهداف المنشودة من مشاريعها الإعلامية إخبارية كانت أو برامجية أو توعوية أو ترفيهية، ولذلك وبعد إطلاق القنوات الرياضية الجديدة فإن المسؤولية تعاظمت، وبدأ الرهان أصعب لإتمام معادلة التحدي مع كافة المشاهدين في داخل المملكة وخارجها، وهو ما دعاني لتوجيه ندائي هذا لولاة الأمر بإعطائنا فرصة جديدة لإكمال مسيرة مابدأناه لمساعدة شباب وطننا ليتجاوز الكثير من مشاكل هذا العصر والأخطار المحدقة بهم من جهات إعلامية مختلفة تسعى لاستغلال حب شبابنا لكرة القدم وذلك لتمرير بعض مخططاتهم من خلال منافسات الكرة البريئة والتي تعتمد على التشجيع والاستمتاع بهذه اللعبة الجميلة والمؤثرة في شبابنا.
ولأن نقل المباريات وتغطية الأحداث ببرامج مباشرة واستوديوهات تحليلية بوجود نخبة من المحللين والخبراء والنقاد المعتدلين من أصحاب الفكر النير بات هدفا استراتيجيا للقنوات الرياضية السعودية في ظل المنافسة الشرسة مع قنوات أهلية وتجارية أخرى تسعى للكسب المادي فقط والحصول على كل إعلان يجلب المال حتى لو خالف بعض توجهاتنا الوطنية والاستراتيجيه لتربية شبابنا بطريقة حضارية، فإنه يجب عدم إغفال دور القنوات الرياضية الكبير في بناء القيم وأخلاقيات النشء وأجيال الغد من خلال منافسات كرة القدم، هذه المنافسات التي تعد الأعلى في نسب المشاهدة والجاذبية وفق المعايير العلمية المعروفة عن الدوري السعودي والذي تشرفنا بنقله على مدار ثلاث سنوات مضت وننتظر أن نتشرف مجددا بمنحنا شرف نقله على شاشات الرياضية السعودية. ومن منطلق واجبي الوطني أطرح على قيادتنا الكريمة مطالبي كمواطن يتمنى أن يحفظ نظر أبنائه وبناته من الإعلانات والمهاترات التي تحدث على شاشات الكثير من القنوات التجارية عبر برامج تبث التعصب والعنصرية بين أبناء وطني.
ولذا أعتقد أن القنوات الرياضية السعودية تستحق منحها الثقة مجددا بأن تفوز بحقوق نقل دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في السعودية، الدوري الذي يكتمل عقد مبادئه وأهدافه الوطنية والاجتماعية بتتويج القنوات الرياضية بنقله وتغطيته، فهي الأجدر لما حققته من نجاحات إعلامية وشبابية في هذا الصدد.
محمد بن صالح النجيري – مدير القناة السعودية الرياضية الاولى