لا أخفي أنني أشجع تشلسي الإنكليزي لأسباب عدة، أولها أن أول تقرير عملته في حياتي المهنية خلال وجودي في بريطانيا كان عن هذا النادي وعن صاحب نهضته الحالية الراحل ماثيو هاردينغ، وثانياً أنني سكنت بالقرب منه وكان من الطبيعي أن أشجع النادي القريب أكثر من البعيد على رغم أنني مثل ملايين البشر كنت أشجع الأندية التي تحرز الإنجازات العالمية، ومنها الريال والميلان والبايرن، ولكنها كلها تشجيعات ربع عاطفية، أي أنني لا أزعل ولا أنتكس ولا أتشنج يوم يخسرون.
ومنذ قدوم البرتغالي مورينيو لتشلسي أو بالأحرى منذ قدوم ملايين الروسي رومان أبراموفيتش تغيرت حال هذا النادي الذي لم يحرز اللقب الإنكليزي خلال 50 عاماً، وإذا به يُحرزه مرتين ويصبح ضيفاً دائماً في دوري أبطال أوروبا وتتوسع قاعدته الجماهيرية خارج بريطانيا، ولكن هذا لا يعني أبداً أن ننصره ظالماً أو مظلوماً، ولا يعني أبداً أن نتغاضى عن «تجاوزات لاعبيه أو مدربه» الذي ذهب إلى الإنتر والريال، ثم عاد من دون أن يتغير في طباعه أي شيء حتى ولو من ازدياده في العمر، فمورينيو من النوع الناري الذي لا يعرف كيف يسكت أو كيف يُحافظ على هدوئه ساعة الخسارة، وأحياناً حتى في ساعات الفوز، وآخر تصريحاته «غير الموفقة» بعد الخسارة الأخيرة أمام آخر ترتيب فرق الدوري سندرلاند، ما حرمه من العودة إلى الصدارة وربما يحرمه من إحراز اللقب نهائياً، لأنه يتقدم بفارق مباراة عن ليفربول ولم يبق له سوى ثلاث مباريات أمام نوريتش وكارديف، ولكن يجب أن نعلم أن مصير الدوري ليس بيد تشلسي بقدر ما هو بيد المتصدر الحالي.
بعد الخسارة خرج مورينيو بتصريح جدلي ربما يتسبب له بوجع رأس حين قال: «أريد توجيه أربع رسائل، أهنئ لاعبي تشلسي على بذلهم ما يستطيعون اليوم، وأهنئ سندرلاند لأنه انتصر، وأهنئ حكم مباراة مايك دين لأدائه المميز، وأهنئ رئيس لجنة الحكام مايك ريلي لأن ما قاموا به كان رائعاً لمسار البطولة»! والضرب من تحت الأحزمة واضح وضوح الشمس، فهو يُلقي بوزر الخسارة الأولى لتشلسي على أرضه في عهد مورينيو على التحكيم، وأحترم من يتحمل وزر الخسائر بدلاً من وضعها على كاهل فلان أو علان، إذ سبق وخسر تشلسي أمام كريستال بالاس المتواضع، وقبلها من آستون فيلا، وكان يعرف أن إضاعة أية نقطة أمام سندرلاند ربما تعني ضياع اللقب، ولكنه لم يخرج ليقول على الأقل إنه يتحمل ولو جزئياً وزر الخسارة، ولهذا أنتقده هو شخصياً بدلاً من أن أنتقد التحكيم، لأن أخطاء الحكام جزء لا يتجزأ من سحر وإثارة كرة القدم، وهي يوم لك ويوم عليك! وأقول هذا الكلام كي يعرف المتعصبون أن محبتك لفريقك لا تعني التغاضي عن سلبياته كافة، وهدم إيجابيات الآخرين وجهودهم.
وتبقى الحسنة الوحيدة مشاركة المصري محمد صلاح أساسياً، بينما جلس النينيو الإسباني توريس احتياطا ودخل بديلاً، وهو ما يشرفنا بصفتنا عرباً حتى لو خسر تشلسي الدوري.
مقالة للكاتب مصطفى الاغا عن جريدة الحياة