مع نهاية الموسم الرياضي المحلي, لفريقي النصر والهلال, يبدو التحدي القادم أصعب أمام الناديين الكبيرين, ربطا بما حققاه ومرا به في الموسم المنصرم حديثا.
.. أعتقد أن مسيري قطبي العاصمة مطلوب منهما الإجابة عن سؤالين مهمين قبل الدخول في تفاصيل التحضير للموسم المقبل, وهما:
– ماذا نريد من الموسم المقبل؟
– ما الذي نخشاه من تبعات الموسم المنقضي؟
في المعسكر الأصفر, تبدو الأمور النفسية أكثر ارتياحا من المعسكر المقابل, بسبب تحقيق الفريق بطولتين بعد سنوات من الصبر والجفاف, ما يمنح شعورا أفضل ويهيئ أجواء مناسبة للعمل بعيدا عن مؤثرات الجمهور العاطفية, التي قد تحيد ببعض القرارات عن الهدف. هذا الجو المفعم برائحة الانتصار سيكون دافعا لجهود إدارة النصر, وسيمنحها رؤية واضحة للأهداف المستقبلية القريبة والمتوسطة المدى, والسؤال: ماذا يريد النصر من الموسم الجديد؟ أعتقد أن الأصفر يستهدف بالدرجة الأولى إضافة بطولة السوبر لخزائنه التي ستفتتح الموسم كهدف قريب متاح, ثم الانتقال إلى الأجندة متوسطة المدى وهي المنافسة على مسابقة الدوري, وبلوغ الدور الثاني من دوري أبطال القارة. لا تبدو المهمة للوهلة الأولى يسيرة, لماذا؟ لأن الأصفر ستقابله الفرق في الموسم الجديد بتحضيرات نفسية وفنية مختلفة, تطمح في كسب رضا جماهيرها بتحقيق شيء أمام صاحب الأرقام القياسية في الموسم الماضي, إضافة إلى أن بطل الثنائية سيكون أمام تحديات كبيرة أهمها الديون المالية المتراكمة, وتعزيز دكة البدلاء بلاعبين يمتلكون زمام المبادرة والمفاجأة, ومدرب جديد يخلف الاستثنائي الأورجوياني دانييل كارينيو, ولاعبون أجانب. وأظن أن فرس الرهان الحقيقي في نصر 2015 سيكون الثلاثي الأجنبي.
أين يكمن التهديد الحقيقي للنصر؟ أو ما الذي يمكن خشيته من تبعات الموسم الماضي؟ جنون العظمة, أو غرور الانتصار, الذي يتلبس بعض النصراويين حاليا, هو أكبر التهديدات التي تقف في طريق الأصفر. لماذا؟ لأن بعض النصراويين لا يعي تماما أن السباق لا ينتهي إلا ويبدأ من جديد, وأن الآخرين يعملون كما تعمل, وأن الاتكاء على منجز الموسم الماضي لا يؤكل ذهبا. النصراويون مدعوون للاستفادة من موسمهم الناجح, والتأكيد على مقولة شامفور سكرتير لويس السادس عشر: “النجاح يجر النجاح كما يجر المال المال”.
.. على الجهة الأخرى, أعتقد أن الهلال, سيضع لقب الدوري العام في صدارة أهدافه, فلا يمكن للمدرج الأزرق قبول غيابه للعام الرابع على التوالي, إضافة إلى أهمية الظفر بواحد من الكأسين المحليتين, لتعزيز الثقة في الفريق قبل المعترك الآسيوي الصعب, وتأكيد على تجاوز عثرة الموسم المنصرم. كيف يمكن للهلال أن يعبر إلى هذه الأهداف؟ أعتقد أن الإجابة لا ترتبط بالمال, ولا باللاعبين, بل إن الرهان الحقيقي للأزرق في الموسم المقبل, هو: نقد الذات قبل الآخرين؟
في السؤال الثاني: ما الذي يمكن خشيته على الأزرق في الموسم المقبل؟ شيء واحد وبسيط وواضح يتلخص في الحكمة التالية: “السير مرة أخرى على الخطى نفسها في المحاولة الفاشلة, حتما لا يصل بك إلى الهدف”.
مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية