يطرح الإعلام الرياضي العديد من البرامج والفقرات التي قد تتشابه في الكثير من التوجه والأهداف والتقديم والإعداد ويحسب فيها التميز للفكرة وطريقة الطرح وربما للضيوف أو التوقيت، ولكنها في المجمل لا تقدم إبداع إعلامي يشكل إضافة لبرنامج دون الآخر.. الأمر الذي جعل مثل هذه البرامج تعتمد على الإثارة لكسب المشاهدين بغض النظر عن درجة رضاهم عن ما يقدم.. وفي خضم هذا الصخب الإعلامي استطاع الفنان “طارق الحربي” في النشرة الرياضية ببرنامج “النشرة الــ..” أن يتميز في الفكرة والمضمون والتقديم وطريقة الطرح والتعاطي مع المستجدات الرياضية وتناولها بطابع كوميدي للتعليق على الأحداث بعيد عن التجريح والسخرية أو الإساءة والتهكم فهي كفقرة ليس بالضرورة أن تكون هادفة وجادة وذات أبعاد ورؤية ولكنها في مضمونها تحمل فكرا راقيا ورسالة جميلة تلقى قبولا عاما.
في الوسط الرياضي غالبا ما يكون التعاطي مع الطرح وتفسيره وطريقة التعامل معه بحسب الميول وقد لا يقبل الكثير من النقد ويأخذ على أنه نوع من التعصب ودائما ما تجد المتابعين همهم الأول هو ميول “طارق الحربي” الرياضي بغض النظر عن ما يقدم والجهد المبذول.. وشاهدت هذا حتى من خلال ظهوره كضيف في بعض البرامج الحوارية كسؤال متكرر ” ما هو ميولك؟”.. اعتقد بأن ما تحقق لفقرة النشرة الرياضية هو نجاح جيد بأكثر من مقياس.. ويعتبر مدرسة جديدة وإبداع في الطرح الرياضي أحدث نقلة في الفكر وخاطب شريحة كبيرة من المجتمع وجذب انتباهها واهتمامها.. وهو في نفس الوقت يعد مغامرة لتناوله قضايا وسط لا يرحم بطريقة قد يعد قبولها أمرا صعبا أو إحراجا لدى البعض.
أتمنى أن تستمر النشرة الرياضية بهذا القالب الجميل في الطرح وأن لا يكون تطويرها على حساب نجاحها وبساطتها وعفويتها وأن لا تتأثر بما يطرح حولها من إثارة وشوشرة.. وعلى الشارع الرياضي أن يفهم ويتعرف على أساليب جديدة وجميلة للنقد الساخر وأخذ الأمور على أنها ليست استهداف أو تقصد.. بالتأكيد نحن في انتظار جديد النشرة الرياضية وما تحمله من ابتسامة.. وكان ودي “أطقطق” على طارق الحربي بس في مقال ثاني إن شاء الله.. على العموم “حنا في المدرج ونتفرج”.
طارق الفريح
tariqsports@