نفض برشلونة الاسباني عنه غبار نكسته المحلية وبلغ الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة على التوالي، وذلك بفوزه على ضيفه مانشستر سيتي الانجليزي 2-1 اليوم الاربعاء على ملعب “كامب نو” في اياب الدور الثاني.
وكان برشلونة حسم لقاء الذهاب خارج ملعبه بثنائية نظيفة للارجنتيني ميسي والبرازيلي دانيال الفيش اللذين سجلا ايضا هدفي لقاء الاياب، فخففا بالتالي الضغط عن النادي الكاتالوني، الباحث عن لقبه الخامس في المسابقة الاوروبية الام.
ويعيش “بلاوجرانا” بداية سنة كارثية داخل وخارج الملعب، فمن جهة استقال رئيسه ساندرو روسيل بعد ملاحقة قضائية حول اختلاس اموال في استقدام البرازيلي نيمار من سانتوس، ومن جهة اخرى، خسر صدارة الدوري المحلي امام غريمه التاريخي ريال مدريد بفارق اربع نقاط بعد تعرضه لثلاث خسارات في آخر 6 مباريات امام فرق متوسطة او متواضعة على غرار ريال سوسييداد وبلد الوليد.
وكان وقوع لاعبي المدرب الارجنتيني خيراردو مارتينو امام مانشستر سيتي الذي يقدم موسما مميزا في إنجلترا، عثرة اضافية في دربهم الصعب، لكنهم عادوا بفوز ثمين قبل ثلاثة اسابيع من المدينة الانجليزية بفضل ميسي (من ركلة جزاء) والفيش.
ثم جددوا الفوز على الـ”سيتيزينس” ايابا، حارمين اياهم من بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخهم ومن ان يصبحوا اول فريق يقلب تأخره على ارضه بفارق هدفين الى تأهل، علما بان فريقين فقط خسرا ذهابا على ملعبهما وتمكنا من مواصلة المشوار في المسابقة القارية وهما اياكس امستردام الهولندي موسم 1995-1996 وانتر ميلان الايطالي موسم 2010-2011 لكنهما خسرا ذهابا 0-1 وليس بفارق هدفين.
وقد بدأ مارتينو اللقاء باشراك نيمار اساسيا الى جانب ميسي في التعديل الوحيد الذي طرأ على التشكيلة التي حسمت لقاء “ستاد الاتحاد”، فيما شهدت تشكيلة سيتي اربعة تغييرات عن لقاء الذهاب حيث لعب الارجنتيني الآخر أجويرو في المقدمة على حساب الاسباني الفارو نيجريدو ولعب جوليون ليسكوت اساسيا في الدفاع بسبب ايقاف الارجنتيني الاخر مارتن ديميكيليس بسبب طرده في الفصل الاول من المواجهة بين الفريقين. كما لعب الفرنسي سمير نصري وجيمس ميلنر اساسيين في الوسط، فيما جلس الاسباني خيسوس نافاس والفرنسي الاخر جايل كليشي على مقاعد الاحتياط التي شهدت وقوف المدرب المساعد الارجنتيني روبن كوسياس بدلا من المدرب التشيلي مانويل بيليجريني الذي اوقفه الاتحاد الاوروبي لثلاث مباريات (واحدة مع وقف التنفيذ) بسبب انتقاده حكم لقاء الذهاب.
وجاءت بداية المباراة سريعة حيث تبادل الفريقان الهجمات وكانت اخطرها في الدقائق الاولى لميسي الذي تلاعب بزميله السابق يايا توريه وليسكوت قبل ان يصطدم بتألق الحارس جوهارت لكن الكرة عادت الى الارجنتيني مجددا فحاول ان يسددها من زاوية صعبة للغاية فتمكن البلجيكي كومباني من ابعادها قبل ان تتهادى في الشباك (12). وانتظر سيتي حتى الدقيقة 36 ليهدد مرمى فيكتور فالديس بشكل حقيقي اثر لعبة جماعية مميزة انهاها الاسباني دافيا سيلفا بتسديدة علت مرمى الفريق الكاتالوني الذي رد بفرصة اخطر بكثير لنيمار الذي انفرد بهارت وحاول ان يضع الكرة على يسار الحارس الانكليزي لكن الاخير تألق وابعدها الى ركنية (38) ثم تدخل بعد ثوان معدودة للوقوف في وجه محاولة خطيرة جدا لتشافي هرنانديز اثر تمريرة مميزة من ميسي (39).
وانتقل بعدها الخطر الى الجهة المقابلة حيث اضطر فالديس للتدخل على تسديدة قوية من نصري الذي وصلته الكرة بتمريرة كعبية رائعة من سيلفا (41). وكاد برشلونة ان يدخل الى استراحة الشوطين وهو في المقدمة بعد مجهود فردي مميز لميسي الذي مرر الكرة لنيمار لكن الاخير تأخر وسط ضغط من الحارس الانكليزي ثم حاول استغلال خروج الاخير من مرماه لكي يضع الكرة في الشباك، الا ان كومباني ناب عن حارسه بشكل رائع وابعد الكرة برأسه عن خط المرمى (45).
وبدأ الشوط الثاني من حيث انتهى الاول اذ كان ميسي قريبا جدا من افتتاح التسجيل بعد ان تلاعب بليسكوت لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من القائم (51)، ثم رد سيتي بفرصة للبوسني ادين دزيكو الذي دخل بدلا من اغويرو المصاب، لكن رأسية لاعب فولفسبورج الالماني السابق وجدت في طريقها المتألق فالديس (52). وتنفس جمهور “كامب نو” الصعداء بعدما وجه ميسي الضربة القاضية لسيتي بافتتاحه التسجيل في الدقيقة 67 اثر تمريرة من شيسك فابريغاس اخفق ليسكوت في التعامل معها فمرت بين ساقيه وسقطت امام النجم الارجنتيني الذي تقدم بها يمينا ثم غمزها بشكل رائع على يمين هارت الذي كادت ان تهتز شباكه مجددا بتسديدة صاروخية من تشافي لكنه تدخل ببراعة وانقذ الموقف (71).
ثم ازداد الوضع صعوبة بالنسبة لسيتي بعد ان اضطر لاكمال اللقاء بعشرة لاعبين بسبب حصوله زاباليتا على انذار ثان لاعتراضه على عدم منح فريقه ركلة جزاء بعد خطأ من جيرار بيكيه على دزيكو داخل المنطقة (78). وحاول برشلونة استغلال التفوق العددي ليضيف الهدف الثاني وكان قريبا من تحقيق مبتغاه عبر فابريجاس لكن هارت تألق في وجه محاولة لاعب ارسنال السابق (86)، قبل ان يتمكن سيتي من ادراك التعادل عبر كومباني الذي وصلته الكرة على القائم الايسر اثر تمريرة رأسية من دزيكو بعد ركلة ركنية (89). وعندما اعتقد الجميع ان التعادل سيكون سيد الموقف خطف الفيش هدف الفوز لبرشلونة في الثواني الاخيرة، مستفيدا من مجهود فردي مميز لانييستا على الجهة اليمنى.