توقفت كثيراً عند الصورة التي جمعت رئيس الهلال وعضو شرفه البارز وبينهما النجم الكبير محمد الشلهوب في ليلة عقد قرانه وسألت نفسي لماذا حرص الرئيس والشرفي على حضور ليلة الشلهوب؟ إجابات عديدة أشبعت فضولي لكنها زادتني قناعة أن الوفاء واجب لمن يستحق؛ فالشلهوب رياضي بمعنى الكلمة جمع مابين المستوى والأخلاق والمبادرات الإنسانية والعلاقات الطيبة مع كل جماهير الأندية ولاعب يندر وجوده فعندما تستعرض مشواره تشعر أنه من كوكب آخر. فقد سبق عمره منذ صغره بأدبه وحضوره اللافت وتعامله الاحترافي وتقديمه دروساً بالمجان لأبناء جيله والأجيال التي جاءت بعده حيث برز كنجم لايضاهى ومن ثم خبا نجمه قليلاً كحالة طبيعية يمر بها النجوم ومالبث إلا وأن أستعاد وهجه فخدم المنتخب وناديه سنوات وحاز على ألقاب عدة وبأرقام قياسية وخلال مشواره أبعده مدربون فرضي بالحال واستمر وكافح واجتهد وواصل العطاء..
برز شباب في مركزه فقلنا (انتهى) ولكن عندما جاء وقت التمحيص الحقيقي ..أدرك الجمهور الهلالي أن نجمهم مختلف وخلافته صعبة سلوكاً وعطاء.
نجم لايعَوض بسهولة وكل من خلفه مؤقتاً لايعول عليهم. فهذا يلعب بالمزاج، وآخر يتبع هواه وإن حضر مساءً غاب صباحاً وآخر أجنبي أو محلي يغيب في الأوقات الصعبة إذاً الشلهوب واجهة مضيئة للاعب السعودي ونموذج مشرف ورمز لكل الأجيال، وفي هذه المرحلة تحديداً نحتاج مثله عشرات ولو كان الأمر بيدي لأجبرته على الاستمرار سنوات أكثر ليستمر في تقديم دروس الاحتراف واحترام المهنة التي يمارسها، فشكراً له ولإدارة ناديه وللشرفيين الذين وقفوا الى جانبه، وبقي فقط أن يعوضوه بمبالغ كان يستحقها ونالها أرباع اللاعبين في مركزه والله اعلم.
مقالة للكاتب أحمد المصيبيح في جريدة الرياض