لا ريب في أن صدارة النصر وعودته للألقاب هذا الموسم انعشت الشارع الرياضي، وأوجدت ظواهر اجتماعية وجماهيرية جديدة، لم تكن موجودة في السابق، والشواهد كثيرة لا يتسع المقام لسردها، ولكن الحقيقة الثابتة في هذه العودة هي تنفس المطبوعات الورقية التي استعادت شيئا من بريقها، بعد غزو وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة.
لكنني أذهب في هذا الاتجاه لمشجع نصراوي، التقيت به مؤخرا وأنا قادم من دبي على متن الطائرة، وبعد نقاش أنساني أنني في الجو، من كثرة هجومه الحاد الذي اقترب نوعا ما لاستخدام رياضة الملاكمة لولا لطف الله بي، بتدخل مشجع آخر أنقذني بقوله: “ترى الجوكم ماجدي”، حينها توقف ذلك المهاجم من صيف ساخن، كأنه في شهر آب إلى برودة أشد من برودة يناير في الخليج العربي هذه السنوات، وقال لي كأنه حمل وديع: “حبيبي بو عبدالله”، والله إني شاك فيك من الأول، طبعا بعد ما أسمعني أطناناً من الشتائم وفنون السب.
الشاهد أن هذا المشجع الذي تحول من الشراسة إلى حمل وديع معي، بسبب ماجد عبدالله، قال لي وهو يهبط من مدرج الطائرة: “ترى عودة النصر أنعشت حتى سوق الأسهم”.
طبعا واحد مثلي لم ولن يكون له علاقة بالبورصة والأسهم، (ففاقد الشيء لا يعطيه)، لذلك سألت الزملاء في القسم الاقتصادي أحمد العبكي ورفاقه، فأكدوا لي أن سوق الأسهم بدأ يتعافى كثيرا، ويسجل نقاط ثقة عند المتداولين، طبعا الجملة الأخيرة لم أفهم معناها لكنني ابتسمت كأنني (ابو العريف)، وهامور كبير في سوق الأسهم.
الخلاصة، إن فوز النصر بكأس ولي العهد واقترابه من تحقيق لقب الدوري، لم تكن تبعاته في الجوانب الاجتماعية والإعلامية والجماهيرية فقط، بل حتى على المستوى الاقتصادي، والعهدة على المتخصص الزميل أحمد العبكي، الذي أكد لي رؤية المشجع النصراوي الخصم أثناء صعود الطائرة، والحبيب عند هبوطها.
مقالة للكاتب عيسى الجوكم عن جريدة اليوم