استجاب الاتحاد التشيلي لكرة القدم لمطالب الجالية اليهودية في البلاد وأصدر قرارا يقضي بمنع فريق “باليستينو” من ارتداء الزي الرسمي الجديد حيث استبدل رقم (1) بخريطة فلسطين التاريخية، الأمر الذي اعتبره رؤساء الجالية اليهودية في تشيلي “خطوة عدائية” من قبل الجالية الفلسطينية في البلاد. يشار إلى أن اعتراض الجالية اليهودية لم يقتصر على خارطة فلسطين التاريخية فحسب، وإنما شمل كذلك اعتماد الفريق في الزي ألوان العلم الفلسطيني، فيما عززت الجالية اليهودية موقفها بتدخل الحكومة الإسرائيلية في الجدل، واصفة اعتماد الزي الجديد بأنه “يرقى إلى مستوى الاستفزاز، مع نية مبيتة تنطوي على إنكار وجود إسرائيل”.

هذا وكان سامي تالياس من صحيفة “رفيستا شالوم” التشيلية المؤيدة لإسرائيل قد تساءل .. “كيف سيكون شعور التشيليين لو ارتدى فريق أرجنتيني قميصا يصور تشيلي على أنها جزء من الأرجنتين؟”، فيما وصف رئيس الجالية اليهودية السابق في تشيلي غابرييل زيلياسنيك في حوار أجرته معه صحيفة “تايمز” ارتداء الزي بخريطة فلسطين التاريخية بأنه “تعصب مكروه”، معتبرا أن ذلك “شكل من أشكال العنف السياسي في كرة القدم التشيلية”. إلى ذلك أكد الاتحاد التشيلي لكرة القدم، الذي يرأسه فلسطيني الأصل سيرخيو جاودي، أن الاتحاد “يعارض أي شكل من التمييز السياسي أو الديني أو الجنسي أو العرقي أو الاجتماعي أو العنصري”.

أما إدارة نادي “باليستينو”، وتعني بالإسبانية الفلسطيني، فأصدر على صفحته في “فيسبوك” بيانا يحمل نبرة تحدٍ واضحة جاء فيه: “بالنسبة لنا، ستكون فلسطين الحرة دائما هي فلسطين التاريخية، لا أقل من ذلك”. الملفت أن مشجعي فريق “باليستينو” استبشروا خيرا بالزي الجديد الذي اعتمد مطلع العام الجاري، وذلك بعد أن تصدرالفريق الدوري التشيلي بعد مبارتين خاضهما، مما دفع بعض هؤلاء إلى التساؤل عمّا إذا كان سيظل الحظ حليفا للفريق “الفلسطيني” في حال أزيلت الخارطة المثيرة للجدل من الزي.

جدير بالذكر أن الجدل الذي أثاره زي “باليستينو” الجديد لم يقتصر على النادي الفلسطيني والجالية اليهودية في تشيلي فحسب، إذ رفع جماهير نادي “يونفيرسيداد” الأعلام الفلسطينية في اللقاء الذي جمع ناديهم بنادي “باليستينو” قبل أيام وهتفوا لفلسطين ليتحول الاستاد إلى ميدان مظاهرة تأييد لفلسطين، لتنتهي المباراة لصالح الأخير بهدف دون مقابل.