التركي يكتب عن التعصب في المدرجات

ــ جاء في تعريف «ابن منظور» بأنه من العصبية وهي أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتآلب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين.

ــ وله من السمات: التسلط والجمود في التفكير، واللجوء إلى العنف لتحقيق الغايات والتمركز حول الذات وعدم تقبل الحوار مع الآخرين. (كتاب التربية الوطنية والمدنية).

ــ وفي وسطنا الرياضي وبالنظر لما حصل هذا الموسم خصوصا من تصرفات خارجة عن الروح الرياضية من (بعض) الجماهير، إنما هي نتاج لمخرجات التعصب الرياضي الممقوت!

ــ وللتعصب أسباب يشترك المجتمع فيها (إلا من رحم ربي) بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والإعلام الرياضي (ليس) المتسبب الأوحد في ذلك، بل نجد فئات من كل وسط ساهموا في هذا التأجيج بصورة أو بأخرى، من إداريين، معلمين، حكام، منسوبي لجان، محللين ولاعبين!

ــ وما شاهدناه في ملاعبنا الأسابيع الماضية تكرر في الملاعب العالمية وأحد أوجه هذه الآفة، وهناك فرضت العقوبات الرادعة ومنها حرمان مناصري فناربخشه من حضور بعض مباريات فريقهم أو مثال لاتسيو خلال مسابقات الاتحاد الأوروبي لنفس السبب!

ــ والتشجيع المثالي والذي لا يتم بهضم حقوق الآخرين أو التعدي عليهم هو من سمات المجتمع المتقدم وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف، ولا يمكن إغفال دور الإعلام الرياضي التثقيفي ومساهمته في نشر رسالته وتصفية الأجواء عوضاً عن الدور الممارس من البعض في التحريض ونشر التعصب الممقوت.

ــ وشهد شهر مايو الماضي في مؤتمر الفيفا، قيام جيفري ويب رئيس مجموعة عمل مكافحة العنصرية والتمييز في الملاعب بتقديم مسودة بالقرارات المقترحة بشأن العقوبات الجديدة والصارمة.

ــ ومن المقترحات المنشورة، تواجد أشخاص في الملاعب لتحديد الأفعال العنصرية ودعمها بأدلة، وإعداد قائمة بالعقوبات التي تتراوح بحسب خطورة الأفعال بداية من لفت النظر والغرامة أو إقامة مباريات بدون جماهير أو الطرد من المسابقة أو الهبوط لدرجة أقل.

ما قل ودل:

بمجرد ذهاب المرء إلى المدرج الرياضي يصبح مخلوقا آخر يتصرف بلا وعي! غوستاف لوبون ــ أحد الفلاسفة الفرنسيين.

مقال للكاتب فراس التركي عن جريدة عكاظ

7