كان الشاب الأسمر الصغير نايف هزازي في السابعة عشر من عمره عندما رفع آخر نادي سعودي لقب دوري أبطال آسيا عالياً بعدما توّج نادي الإتحاد بلقب نسخة عام 2005 من البطولة الآسيوية لتغيب الأندية السعودية بعدها عن التتويج بلقب المسابقة الأبرز للأندية في القارة الصفراء سبع سنوات متتالية.
في ذلك الوقت، كان هزازي لا يزال لاعباً في الفئات العمرية لنادي الإتحاد قبل أن تساهم موهبته في إدراج اسمه في تشكيلة الفريق الأول. ولكنه انتظر حتى عام 2007 وتحديداً في 25 يناير/كانون الثاني ليخوض مباراته الرسمية الأولى وكان ذلك أمام النصر في كأس الأمير فيصل.
ومنذ ذلك الحين، لم ينظر هزازي إلى الوراء حيث شهدت مسيرته حتى الآن فوزه بالكثير من الألقاب والإنجازات لعل أبرزها لقب الدوري السعودي مرتين وكأس الملك السعودي مرتين أيضاً كان آخرها الموسم الماضي. وفي يونيو/حزيران من العام الحالي، اتخذ اللاعب ذو الرابعة والعشرين من العمر قراراً مصيرياً تمثّل بالإنتقال إلى نادي الشباب الذي يشارك في دوري أبطال آسيا 2013.
وبينما لم يسبق للشباب أن فاز بلقب دوري أبطال آسيا في تاريخه حيث كانت أفضل نتيجة حققها هي الوصول إلى نصف نهائي البطولة عام 2010، فإن بطل الدوري السعودي لست مرات سيتطلع للإعتماد على خبرة هزازي في دوري أبطال آسيا من أجل الفوز بلقب البطولة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه.
ارتباط مع الشباك
كانت مشاركة هزازي الأولى في دوري أبطال آسيا أكثر من ناجحة حيث لعب مباراة الإتحاد الأخيرة بمرحلة المجموعات لنسخة عام 2008 من البطولة بمواجهة الإتحاد السوري وساهم في تحقيق عملاق جدة لفوز كبير بنتيجة 3-0 بعدما سجل هدف فريقه الثاني قبل نهاية الشوط الأول من اللقاء.
ولم يغب هزازي منذ ذلك الحين عن المشاركة بدوري أبطال آسيا حيث لعب ما مجموعه 27 مباراة حتى الآن في أربع بطولات متتالية سجل فيها 14 هدفاً جاء أكثر من نصفها في بطولة العام الماضي عندما احتل المركز الثاني في صدارة ترتيب الهدافين بثمانية أهداف خلف البرازيلي ريكاردو أوليفيرا مهاجم نادي الجزيرة الإماراتي.
وسيشارك هزازي في للمرة السادسة على التوالي في البطولة الآسيوية عندما يواجه الشباب نادي كاشيوا ريسول الياباني في ربع نهائي نسخة 2013 حيث ستكون المباراة الرسمية الأولى للمهاجم القنّاص مع الشباب في مباراة الذهاب التي سيستضيفها ملعب كاشيوا يوم الأربعاء وسيكون اعتماد “الليث الأبيض” عليه من أجل تسجيل الأهداف.
وقال هزازي لموقع FIFA.com بهذا الصدد “سيكون الإعتماد على كل الفريق من أجل تحقيق نتيجة جيدة وليس علّي فقط. يجب أن نتكاتف من أجل تحقيق نتيجة إيجابية تساعدنا في مباراة العودة.”
وحول مباراته الرسمية الأولى يوم الأربعاء قال هزازي “لن يكون هناك أي مشكلة باللعب بدوري أبطال آسيا حيث أنني شاركت في البطولة سابقاً ولكن في نفس الوقت قد يكون هناك صعوبة بالتأقلم بما أنها المباراة الرسمية الأولى مع فريق جديد على الرغم من أن إدارة النادي وفرت كل شيء لي وزملائي ساعدوني بشكل كبير على التأقلم.”
نجاعة هجومية
عانى نادي الشباب كثيراً لتسجيل في الأهداف في مرحلة المجموعات بالبطولة الحالية حيث لم يسجل لاعبوه سوى سبعة أهداف وهو أقل من عدد الأهداف التي سجلها هزازي العام الماضي وبالتالي يأمل المهاجم الدولي السعودي الذي يبلغ طوله 1.81 متراً أن يكون إضافة كبيرة لهجوم الفريق السعودي في البطولة الآسيوية.
وقال هزازي بكل ثقة “لقد سجلت ثمانية أهداف العام الماضي وهي حصيلة جيدة بالنسبة لي. لقد كنت محظوظاً دائماً في مباريات دوري أبطال آسيا وقدّمت دائماً مستويات مميزة لدرجة أصبح بيني وبين الشباك علاقة أكثر من رائعة.
ولكن الأمور لن تكون سهلة لهزازي وللشباب بمواجهة كاشيوا الياباني الذي كان صاحب ثاني أفضل خط دفاعي في مرحلة المجموعات بعدما تلقت شباكه أربعة أهداف فقط وبالتالي سيكون من المهم تحقيق نتيجة إيجابية يوم الأربعاء قبل مباراة العودة في الرياض والتي ستقام في 18 سبتمبر/أيلول المقبل.
وعن أهمية مباراة الأربعاء قال هزازي “لا يجب أن نقلّل أبداً من قيمة الفريق الياباني الذي لن يكون خصماً سهلاً بالنسبة لنا وستكون المباراة صعبة على أرضه وأمام جماهيره.”
وأضاف “يجب أن نعود إلى الرياض بنتيجة ايجابية سواء كانت التعادل أو الفوز لأن هذه النتيجة ستساعدنا في مشوار التأهل إلى نصف النهائي خصوصاً وأن الشباب أصبحاً متمرساً في البطولة ويملك عدداً من اللاعبين أصحاب الخبرة في الكرة الآسيوية.”
ولا شكّ أن أحد هؤلاء اللاعبين هو هزازي نفسه الذي تألق كأحد “نمور” الإتحاد وانتقل ليصبح أحد “ليوث” الشباب المتعطشين للفوز بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى بتاريخهم.
* نقلاً عن موقع الفيفا