موقع الفيفا يمتدح عروض الاتحاد في أبطال آسيا ويتغزل بمستويات نور

جسد نادي الاتحاد حقاً الدلالة التي يحملها اسمه؛ فبفضل روح الجماعة والانسجام السائدة بين صفوفه، تمكّن المارد الأصفر من اجتياز العديد من العقبات القارية بنجاح وفرض هيبته كأحد أفضل الأندية الآسيوية التي تتقن فن العودة في النتيجة وقلب الموازين.

ولعل خير دليل على هذه الاستفاقة اللافتة هي ذلك الأداء الذي قدمه الفريق السعودي يوم الأربعاء الماضي ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا AFC؛ ففي تلك المباراة تدارك العملاق الأصفر تأخره مرتين وحقق الفوز أمام فريق يعجّ بالنجوم اسمه جونزو إفرجراندي (4-2). وجاء الانتصار المستحق الذي أدركه أمام جماهيره في وقتٍ مناسب، حيث منحه دفعة قوية للمضي قدماً؛ كما شكلت تلك المواجهة المرة الأولى التي يستجمع فيها هذا النادي، المتوج باللقب الآسيوي مرتين، كل قواه وينتفض ليجني ثمار نصرٍ شجاع.

وقد سبق لممثل جدة أن تربع على عرش الكرة الآسيوية مرتين بعد أن تدارك تأخره في كل مناسبة. فخلال نهائي 2004، رفع الاتحاد الكأس الغالية لأول مرة في تاريخه حينما قلب تأخره بهدفين أمام سيونجنام إلهوا تشونما. وتعود تفاصيل هذا الإنجاز المثير إلى مباراة الذهاب، حيث ظل الاتحاد متقدماً على الكتيبة الكورية بهدف دون رد طيلة خمسين دقيقة، غير أن قِواه خارت فجأةً مع نهاية اللقاء ليُهزم في عقر الدار بثلاثة أهداف مقابل واحد.

وفي مباراة الإياب الحاسمة، دخل الاتحاديون متحررين من كل ضغوط وغير آبهين لمنطق الحسابات، إلا أنهم أبدوا عزيمة راسخة أمام مضيفهم أسعفتهم بتسجيل خمسة أهداف نظيفة ليؤول اللقب إلى خزانتهم بعد تحقيق فوز صريح بإجمالي 6-3.

وكان رضا تكر أول من افتتح مهرجان التهديف قبل الدقيقة الثلاثين ليضاعف رفيقه حمزة سعيد النتيجة بُعيد مستهل الشوط الثاني؛ ثم جاء دور الكابتن الكاريزمي محمود نور الذي أسكن ثنائية رائعة قبل أن يحسم زميله مناف أبوشقير الأمر بهدف خامس في الوقت بدل الضائع من تسديدة قوية.

وبعد انتشائه بهذا التتويج المستحق، شمرت الكتيبة الصفراء عن ساعديها لتدافع عن عرشها في النسخة التالية من المسابقة القارية. ولم تواجه خلال حملتها تلك عوائق وتحديات كثيرة، مما ساعدها على بلوغ النهائي بأريحية كبيرة لمواجهة العين الإماراتي المتوج بلقب النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا AFC. وقد دخل الناديان هذه الموقعة الحاسمة والأمل يحذوهما في أن يكونا أول فريق يفوز بالكأس أكثر من مرة واحدة؛ غير أن تفاصيل النزال صبت لمصلحة ممثل الكرة السعودية ليدخل التاريخ من أبوابه الواسعة.

وكان زملاء محمد نور متخلفون في مباراة الذهاب بهدف دون مقابل قبل أن يسدد محمد كالون كرة قوية منحت تعادلاً ثميناً خارج القواعد للسعوديين في الأنفاس الأخيرة؛ ثم واصل الاتحاديون زحفهم خلال لقاء الإياب (4-2) واحتفظوا باللقب بفضل النتيجة الإجمالية 5-3.

نور يقود كتيبة مفعمة بالخبرة والتجربة
وبعد هذه السنوات المجيدة، طرأت تغييرات جذرية على الفريق، حيث فسح العديد من اللاعبين المخضرمين المجال أمام جيل جديد من الأبطال والنجوم. ولعل أبرز هذه المواهب هو الدولي السعودي، الهداف نايف هزازي الذي تحصّل على ضربة جزاء خلال المباراة التي جمعت فريقه بجونزو نهاية الأسبوع الماضي. وقد تكفل المخضرم نور بتحويلها إلى هدف أدرك من خلاله الاتحاديون التعادل قبل أن يُضيف هزازي، الذي يبلغ من العمر 23 سنة، رأسيتين رائعتين منحتا الفوز لزملائه على حساب الترسانة الصينية.

ولا شك بأن النادي السعودي يستمد قوته وتماسكه من الثلاثي المجرب: نور وتكر وحمد المنتشري المتوج بجائزة أفضل لاعب آسيوي AFC سنة 2005. وقدم هؤلاء اللاعبون أداءً مؤثراً خلال الحملتين التي حصد خلالهما النادي اللقب القاري مرتين على التوالي.

ومن الواضح أن نور أصبح أقدم عنصر ضمن كتيبة الفريق ولطالما شكل سنداً قوياً لزملائه في العديد من المنافسات القارية. وقد سطع نجم هذا اللاعب، الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، خلال نهائي كأس آسيا للأندية الفائزة بالكأس سنة 1999، عندما سجل هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة أمام تشونام دراجونز، قبل أن ينتزع رفاقه الفوز في الوقت الإضافي.

ورغم تقدمه في السن، أثبت نور أنه مازال قادراً على العطاء وحصد النجاح على المستوى القاري. ولعل خير دليل على هذا المعطى هدف التعادل الذي سجله من ركلة جزاء ودعمه الوازن لخط الهجوم في ما تبقى من عمر اللقاء الذي شهد سيطرة مطلقة للصقر.

وسيشد الاتحاد الرحال إلى الصين وكله أمل بالاستفادة من فارق الهدفين خلال مباراة الإياب التي ستجرى يوم الثلاثاء القادم؛ غير أن مهمته تلك لن تكون سهلة أمام كتيبة جونزو الشهيرة التي يقودها الداهية مارتشيلو ليبي، المتوج بكأس العالم FIFA رفقة الأزوري. ويعتز هذا الفريق الصيني بامتلاكه لأحد أروع التشكيلات في البطولة خاصة وأنه يضم الأرجنتيني داريو كونكا ومهاجم بروسيا دورتموند سابقاً لوكاس باريوس والهداف البرازيلي موريكي.

ورغم كل هذه المعطيات، يحافظ ربان سفينة الاتحاد راؤول كانيدا على هدوئه ويؤمن أن أبناءه قادرون على تجاوز هذه العقبة بفضل الروح التي طالما ميزت مكونات الفريق. وفي هذا الصدد قال مدرب ريال سوسيداد سابقاً: “صحيح أن جوهنزو يملك أفضل اللاعبين، إلا أننا نلعب بروح قتالية عندما نستحوذ على الكرة. مازالت تنتظرنا مباراة الإياب خارج الميدان ونحن واثقون من قدرتنا على المواجهة وربح الرهان. وسيحتاج جونزو لمعجزة لكي يقلب الأمور لحسابه.”

13