الحل ليس بـ ‏(الحل)!!

قلما تجد رئيساً لمؤسسة حكومية أو حتى في القطاع الخاص تجتمع فيه مواصفات الشباب والخبرة كالتي يتمتع بها الأمير نواف بن فيصل فبالرغم من سنه الشاب إلا أنه يمتلك الخبرة الكافية بعد أكثر من عشر سنوات قضاها في خدمة رياضة الوطن ، بالإضافة إلى الطموح والرغبة التي تظهر جلياً في قرارات سموه وحتى تصريحاته مما يعني أنه يحتاج إلى الفرصة الكافية كي يعمل ونرى نتاج عمله ومن ثم نستطيع الحكم على مدى نجاحه أو فشله.

إلاّ أن ما حدث على أرض الواقع كان العكس ، فسموه لم يأخذ الفرصة الكافية للعمل خصوصاً وأنه اتى في وقت عصيب كانت فيه الأوضاع الرياضية في قمة التدهور فكان يجب عليه أن يبدأ من الصفر ، فحاول أن يعمل على خطط استراتيجية بعيدة المدى تظهر نتائجها على فترة لا تقل عن اربع أو خمس سنوات ، إلاّ أن المتربصين في وسطنا الرياضي لم يمهلوا سموه فإنتظروا أول إخفاق للكرة السعودية في أقل من عام واحد ليسنوا رماح نقدهم يدعمهم اعلام حاد وجمهور متعطش لا يرضى الفشل ، ليضطر سموه إلى اعلان استقالته وحل اتحاده في وقت مبكر كان الأولى فيه (الإحلال) بدلاً من (الحل)، فإحلال عناصر شابة طموحة في إتحاد الكرة بدلاً من بعض (شيبان) الإتحاد الذي قضوا ثلاثين عاماً فأكثر ولم يعد لديهم الجديد ليقدموه فذلك هو الحل ، أما (حل) إتحاد الكرة بأكمله ففيه ظلم لبعض كوادر الإتحاد الشابة التي من بينها سمو الأمير نواف الذي لا ابالغ لو قلت بأنه من أصغر موظفي الإتحاد سناً وأكبرهم طموحاً ورغبة نحو الإنجاز !!

قد يتسائل البعض : ما هو دورنا كإعلام وجمهور حيال ما يحدث في إتحاد الكرة؟؟ فالجواب كان دورنا يكمن في ردة الفعل التي حدثت بعد قرار (حل) اتحاد الكرة!! فكان من الأولى محاولة ثني سموه عن هذا القرار ودعمه وتجديد الثقة فيه وفي اتحاده للأسباب التي ذكرتها سابقاً ، ولا مانع من بعض النقد البناء وطرح الأفكار والرؤى التي تنفع ولا تضر .. لكن الواقع كان عكس ذلك فما أن اعلن سموه قرار الإبتعاد حتى تعامل الإعلام والجماهير مع الأمر وكأنه كان الحل الأمثل ، وبدأوا في البحث عن البديل مع انني اشك في وجود البديل المناسب في ظل هذا الوسط الرياضي المحتقن ، كما ان الأمير نواف وكما ذكرت سابقاً لم يأخذ الفرصة الكافية لتظهر ثمار عمله فكما يقول المثل (اعطوا الحر فرصة) خصوصاً وأننا نتأمل في سموه خيراً في أن يعدل عن هذه الإستقالة ليعود ويحقق لكرتنا الإنجازات ويكون (الشبل من ذاك الأسد )!!.

تمريرات بينية  :

*اقرار تدريس سيرة ماجد عبدالله في المرحلة الثانوية خطوة جميلة جداً ففيها تكريم لرمز من رموز الرياضة في الوطن ، كما أن فيها قدوة للأجيال القادمة على أمل تكرارها في القريب العاجل!!
*لكن كم تمنيت ايضاً أن يتم اجبار لاعبي الجيل الحالي كلهم على العودة لدراسة المرحلة الثانوية أملاً في أن يتعلموا من اسطورة الأجيال (الفن والأخلاق)!!
*ينتقدون قيمة الراتب السنوي العالي الذي يتقاضاه ريكارد مع أنهم كانوا يقولون : انظروا إلى قطر والإمارات كم يدفعون للمدربين في سبيل تطوير كرتهم!! الله يخليكم رسونا على بر!!
*مع تمنياتنا لممثلي الوطن في المشوار الآسيوي أن يعوضوا إخفاق الأخضر الكبير لتبقى الراية الخضراء خفاقة سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.

8