عندما يُصاب سنٌ من الأسنان بسوس فتلميع السن وتبييضه أو حتى تجميله “بذهب” لا يمكن أن يخفي آلام ورائحة وضرر السوس على كافة الأسنان بشكل خاص وعلى الجسد بشكل عام، ولو عرف الإنسان مصدر السوس وأخفاه عن الناس فرائحة السوس العفنة ستصل لأبعد المحيطين، عندها قد يحرم الإنسان نفسه من الابتسامة واستنشاق الهواء!! لماذا كل هذه المعاناة ؟ أخرج السوس أو إخلع الضرس وتمتع بالراحة، وإن لم تفعل ذلك فسينتقل السوس إلى جميع الأسنان وعندها لابد من خلع جميع أسنان الفك صغيرها وكبيرها مقدمتها ومؤخرتها في وقت متأخر قد ضَعُف فيه الجسم وتأذى وغابت الإبتسامة لهلاك الأسنان.
ربما تدفع كل ما تملك للأطباء للحصول على فك أسنان كامل نظيف ولا يوجد به سوس لكن عندما تبتسم فلن تكون هي ابتسامتك الحقيقية ولا أسنانك الحقيقية لأنها بكل اختصار ليست أسنانك وسوف تخلعها عند النوم لأنها تضايقك، وربما تنساها بجانب فرشة الأسنان والمعجون عند الخروج من المنزل لأنك لا تشعر بها ولا تتفاعل معها!
ستضطر بعدها للعودة لألبوم الصور الخاص بالعهد الجميل لترى إشراقه ابتسامته الوضاءة على وجوه بسَّامه، كانت الأسنان كلها نظيفة ولم يكن يجرؤ السوس على دخول الأسنان أصلاً لوجود من يُميِّز بين الغث والسمين ولا يتردد في إستئصال السوس من جذوره.
الإحساس بألم وضرر السوس سهل ولكن من يجرأُ على خلعه ولو كان كبيراً في حجمه صغيراً في دوره “كضرس العقل” مثلاً؟ فقط من يريد أن يرتاح ويعيد توهج ابتسامة اسنانه عليه أن يفعل ذلك ويصدر القرار ولو استخدم كامل البنج مع الإبر المخَدِّره! المهم أن يرتاح وتنظف الأسنان ولا يتأذى المحيطون من الرائحة النتنة.
لا تجعل غيرك يشرف على العناية بأسنانك فلا يمكن أن تقول للطبيب وتقنع الناس بأن الشخص المكلف بتنظيف أسنانك لم يؤدي مهمته بنجاح لاستخدامه فرشاة رديئة ومعجون رخيص، فالناس قد سئمت من رائحة السوس العفنة وليس بالضرورة أن يُصَرحُون لك بهذا،لكن تم الإكتفاء بالتلميح إحتراماً لحدود اللباقة، فلا تهمل التلميح واخلع السن بسوسته “الله يرحم والديك” ترى مانقدر نلمح أكثر نخاف أقصد نستحي!!.
خاتمه: قصيده في تسوس الأسنان للدكتور ~ ضياء الدين جمَّاس ~
يا مُصْلِحَ السِّنِّ لا تَغْفُلْ عُفُونَتها*** وأَتْـقِنِ الحَفْرَ إنْ عالَجْتَ أسنانا
وطَهِّرْ الجَذْرَ إنْ تتركْ بهِ عَفَنَاً *** يُشْعِلْ لهيباً ويغـدُ الرأسُ بُركاناً
إنْ تَحْشُ سِنَّاً بأخلاطٍ مُناسِبَةٍ **** والتاجُ منْ خَزَفِ يَجْعَلْه زَهْـوانا
وارحمْ بطفلٍ إذا ما حلَّ ضيفَكُمُ*** إنْ تُبْـدِ مِنْ حُقَنٍ تَجْعَلْهُ فَزْعَانا
أو قَدْ تَرى بُـقَعَاً تفشو بمَقْعَدِهِ **** عالِجْـهُ في لُطُفٍ تولـيهِ إحسانا
لَوْنُ السَّوادِ بأسنانٍ له أُكِلتْ ***** طـيبُ المعاشِ لجـرثومٍ لَـهُ بانا
آنِسْهُ منْ لَغَطِ الآلاتِ يُرْهـِبُهُ *****واحفرْ بضرسٍ له قَدْ باتَ خَدْرانا
إنْ كان من لـَبَنٍ والجَذْرُ يؤْلِمُه *** فاقلـعْهُ في عَجَلٍ ينساهُ نِسيانا
واترك مكاناً له في حفظِ حافظةٍ *** والثَّغْرُ يبقى قويـماً أو كما كانا
مِنْ تَحْـتِهِ بَدَلٌ يَبْقَى مَدَى عُمُرٍ **** ما دام في أَلَقٍ يستاكُ ضَحْكانا
حافـظ على دُرَرٍ كالثلجِ في قِمَمٍ *** ورِيـحُها عَطِرٌ يَجتازُ بُستانا
إنْ صُـنتها أبداً تحفَظْكَ من بَخَرٍ *** جبريلُ يوصي بـها والله أوصانا
هذا الأراكُ من الأشجارِ أطيبُها *** مِسْواكُهُ مَرِنٌ قد صار ريْـحانا
أرجوكَ فاقبل هدايا مِنْ مَزِيَّـتِها*** طَردُ الأعادي وجعلُ القلبِ فَرْحانا