سياسة التحزبات تسللت لنادي النصر السعودي مؤخراً وأصبح هناك من الجماهير النصراوية من يُعرف بالممدوحي والكحيلاني وكل فئة لها توجهها وآراؤها وطموحها وتحفظاتها على الفئة الأخرى , دعونا نستعرض هذين الحزبين كلٍ على حده لعلنا نجد قواسم مشتركة ربما تؤدي إلى تقارب وجهات النظر .
1- الممدوحيون هم أنصار الأمير ممدوح بن عبدالرحمن “ابن الرمز” و “الأسد” كما يحب أنصاره أن يلقبوه وهم ِقلَّة مقارنةً بالكحيلانيين , هم يرون بأنهم ” أحرارًا” و ليسوا “انبطاحيين” ويدَّعون بأنهم ينتقدون عمل الإدارة النصراوية فقط وليس الأشخاص وأن هذا الانتقاد هدفه البحث عن النجاح , كما يتباهون بأن هناك أدوار ومهام لا يقوم بها ولا يجيدها سوى ممدوح بن عبدالرحمن من وجهة نظرهم , ويرى الممدوحيون بأن الأمير الوليد بن بدر هو أحد أسباب الفجوة بين الأمير فيصل بن تركي والأمير ممدوح بن عبد الرحمن , ويزعمون بأن الوليد بن بدر له تأثير سلبي على الإدارة النصراوية وبالتالي يطالبون بابتعاده عن النادي , ويتحفظ الممدوحيون كثيراً على كل صفقة تعقدها الإدارة النصراوية ويرون أن فيصل بن تركي لم يقدم ما يطمح إليه النصراويون ويطالبونه بالمزيد بل منهم من لا يتمنى عودة النصر مع فيصل بن تركي , أيضاً يتحفظ الممدوحيون على تصاريح فيصل بن تركي القاسية تارةً والمتسرعة تارةً أخرى وأنها أدت إلى سوء علاقة النصر بالمسؤولين وبالأندية الأخرى على حد سواء , ويدَّعون بأن فيصل بن تركي يبحث عن إنجازات شخصية لا يشاركه فيها أحد كي يحقق مجداً شخصياً يسجله له في سيرته الذاتية , يشعر الممدوحيون بأن قضية “ماسا” أضعفت من موقفهم كثيراً وقللت من قبول الجماهير النصراوية لعودة الأمير ممدوح بن عبدالرحمن للرئاسة مرة أخرى .
2- الكحيلانيون وهم الأغلبية الطاغية يرون في “كحيلان” كما يحلو لهم تسميته بأنه ضالة النصر بعد الرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله بل هناك من الكحيلانيين من لقبه “برمز النصر الحديث” ويرى الكحيلانيون بأن فيصل بن تركي يعشق النصر عطفاً على دعمه المادي المتوالي للإدارات النصراوية السابقة منذ زمن بعيد , ويرون كذلك بأنه نجح في إعادة الجماهير النصراوية للمدرجات بعدما ساهم في تطوير مستوى الفريق بالصفقات المحلية التي سلخت جلد الفريق تماماً مع اللاعبين الأجانب مما أدى إلى تحسن الفريق وتقدمه من المراكز المتأخرة إلى المتقدمة وأصبحت الجماهير تطالب بالبطولات وهذا في حد ذاته نجاح لا ينكره إلا أعداء النجاح على حد وصفهم , ويتحفظ الكحيلانيون على انفراد فيصل بن تركي بالرأي وعدم استشارته للنصراويين الذين سبقوه في خدمة النادي , ويرون بأن الأمير ممدوح أخذ فرصته كاملة واجتهد وإن لم يوفق , وأن المهام التي لا يجيدها إلا الأمير ممدوح لم تعد مهمةً ولا تفيد الفريق حاليا ً.
الوليد بن بدر في عيون الكحيلانيين هو الإعلامي النصراوي القوي وهو الداعم المعنوي والمادي وإن قل ذلك الدعم ويتحفظون على كثرة “البيانات” التي يقف الوليد خلفها .
ما سبق هو إيجاز لآراء وتوجهات الحزبين وأنا كنصراوي أتمنى غياب تلك التحزبات في المدرجات و في المنتديات وفي غرف البالتوك وأدعو إلى تقارب وجهات النظر وأرى بأن الأمير فيصل بن تركي هو رجل المرحلة الحالية وأشارك الممدوحيين في بعضٍ من ملاحظاتهم على الإدارة النصراوية وأيضاً أشارك الكحيلانيين في ثقتهم وآمالهم في فيصل بن تركي وفي تحفظاتهم على بعض الأخطاء الإدارية .
الجماهير النصراوية مطالبة بأن تقف خلف فيصل بن تركي وتؤازره وتبدي آراءها حتى تنتهي فترة رئاسته , عندها سوف يتم تقييم عمله فإن نجح رشحناه كنصراويين وطالبنا به مرةً أخرى وإن لم ينجح شكرناه وطالبنا برحيله وبحثنا عن الأفضل والأكثر إخلاصاً فالنصر هو الكيان وهو فوق كل الأسماء مهما كان حجمها .
انفرادة اجتماعية :
اللبراليون السعوديون الذين درسوا عند الغرب جلبوا ليبراليتهم المشوهة إلى بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وأصبحوا يركزون على حقوق المرأة السعودية ويدَّعون بأنهم جاؤوا لتحريرها فبدؤا بتهوين أمر اختلاطها بالرجال وانتهوا بنزع عباءتها وحجابها وكأنهم قضوا دراستهم هناك خارج المملكة في الملاهي الليلية وافتقدوا لتلك الأجواء ويريدون رؤيتها هنا في بلاد الحرمين , والمريب أن اللبراليين السعوديين لا يمكن أن يسمحوا لنسائهم بالاختلاط ونزع الحجاب !! أين هم من مبادئ الليبرالية التي أسسها سيدهم جون لوك والتي تهدف لنشر الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية دونما التركيز على جانبٍ واحدً فقط ؟ ولماذا اختزلوا لبراليتهم فقط على النساء والاختلاط والحجاب ؟ ولو افترضنا صدق نواياهم أين هم من قلة الوظائف النسوية ؟ أين هم من هموم الأرامل والمطلقات والعوانس والعضل ؟ أين هم من ارتفاع نسبة الوفيات عند المعلمات بسبب الحوادث المرورية لسوء آلية التعيين ولسوء ضعف البنية التحتية عند وزارة النقل والمواصلات ؟ الإسلام لا يتعارض مع الحرية أبداً طالماً لم تتعارض تلك الحرية مع الدين فالدين الإسلامي ليس قيداً للحرية بل هو المنظم الأساسي للحريات وفق الحكمة والفطرة حتى لا تتضارب تلك الحريات فتنتشر الفوضى ويحل الفساد .