اختيار أسبانيا كمباراة ودية يلعبها المنتخب السعودي كان أحد القرارات الخاطئة التي اعتدناها من ادارة المنتخبات والجهاز الفني .. المعروف عن منتخب اسبانيا بأنه يستحوذ على الكرة ويحرم منها المنافس كما أنه أفضل منتخب في العالم يجيد الضغط على حامل الكرة و يستطيع استعادة الكرة منه بأسرع ما يمكن وفي العادة عندما تلعب اسبانيا مع المنتخبات الأوربية كالبرتغال وايطاليا وفرنسا وغيرها فان نسبة أستحواذها تصل الى أكثر من 70% فما بالك عندما تلعب مع منتخبنا الذي يعاني كثيرا ويعيش فترة انتقالية .
الم يكن يعلم ريكارد وإدارة المنتخبات بأن اسبانيا ستستحوذ على الكرة بنسبة قد تفوق 90% عندما تلعب معنا ! فما الفائدة المرجوة اذن من مباراة يكون لاعبونا فيها أشبه بالمتفرجين ولن يستطيعوا الحصول على الكرة لتطبيق أي خطة او جمل تكتيكية طلبها منهم ريكارد .
صحيح نحن طالبنا من قبل بأن يلعب منتخبنا مباريات قوية مع منتخبات أقوى منه حتى نستفيد ولكن ليس اسبانيا بالذات وهي بهذه المواصفات . منتخبات مثل السويد ورومانيا وسلوفينيا والمجر وبولندا تمثل الصف الثاني اوربيا اللعب معها هو المطلوب لأنهم أفضل منا تكتيكيا وأقوى بدنيا ولكنهم لا يستطيعون أن يستحوذوا كما تفعل اسبانيا وبالتالي يمكن للاعبينا ان يطبقوا بعض الجمل ويجاروهم بغض النظر عن النتائج وهذه هي المباريات المطلوبة وليست اسبانيا فان اللعب مع اسبانيا أفضل منه مشاهدتهم على التلفاز حتى تكون الفائدة كاملة لأن لاعبينا في كلتا الحالتين سواء لعبوا معهم او شاهدوهم على التلفاز سيكونوا متفرجين ولكن في حالة اللعب معهم ستفوتهم طريقة اداء الاسبان لانهم سيكونو في حالة ركض دائم بحثا عن الكرة التي أخفتها أسبانيا عنهم .
لو كنا التقينا المانيا او ايطاليا او حتى البرازيل كان يمكن أن نخسر ايضا بالخمسة وربما أكثر ولكن كانت ستكون هناك فرصة للاعبينا ليشاركوا في المباراة ويقدموا شيئا ولو كان قليلا … مباراتنا مع أسبانيا ليست مقياس لمستوانا ولم يستفد منها لاعبونا أطلاقا ولا يمكن أن نلوم لاعبينا أو نحكم على أدائهم لأنهم لم يحصلوا على الكرة أساسا ليمرروها ثلاث مرات متتالية كما أن ايطاليا بطلة العالم أربع مرات عندما تلعب الآن أمام اسبانيا فانها تعاني من نفس المشكلة وهي البحث الدائم عن الكرة طوال المباراة ولن يجدوها وما مباراة نهائي أوربا الا دليل على ذلك .
نقاط تحت السطر :-
• تحديد الأهداف هو أهم أسس التخطيط السليم وهو بداية تحقيق الانجازات .
• وادارة منتخبنا وجهازه الفني لم يحددوا أهدافهم للمرحلة القادمة .
• أعتقد ان بناء منتخب يمثلنا خير تمثيل في كاس آسيا 2015 وكاس العالم 2018 يجب ان يكون هو هدفنا الحالي .
• واذا اتفقنا على هذا الهدف فلا يجب ان يكون ضمن تشكيلة منتخبنا الأول أي لاعب تعدى ال 26 من عمره لأنه عندما نصل لهدفنا سيكون قد بلغ من العمر عتيا.
• ثم بعد ذلك يبدأ الأعداد المرحلي بملاقاة منتخبات تفوقنا بقليل أمثال مصر والمغرب والسلفادور وسلوفينيا وبعد أن نستفيد منهم نتقدم لملاقاة منتخبات اعلى قليلا أمثال السويد والبورغواي ورومانيا وكوريا واليابان .. والمرحلة الثالثة تكون بلقاء منتخبات أكثر قوة وأرفع مستوى أمثال المانيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا .. ولا يجب ان نفكر أطلاقا بلقاء اسبانيا في أي مرحلة لانهم سيحرموننا من الكرة حتى لو ارتفع ترتيبنا الى المرتبة ال 25 .
• ريكارد كان هو المستفيد الأوحد ( إعلاميا ) من لقاء اسبانيا فقد التقى اللاعبين الذين دربهم سابقا أمثال انيستا وتشابي وصافحهم ومدحوه أمام الأعلام وكأن لسان حاله يقول أنظروا هؤلاء هم أفضل لاعبي العالم كانوا تحت أمرتي قبل ست سنوات .
• لا يمكن الحكم فنيا على لاعبينا في مباراة هم لم يروا فيها الكرة الا تحت أقدام الأسبان ولكن يمكن الحكم على شخصياتهم فمثلا يمكن أن نقول أن احمد عطيف هو أكثر لاعبينا جرأة وعبد العزيز الدوسري هو أكثرهم ثقة بالنفس واسامة هوساوي هو أكثرهم قتالية وجدية وسلطان البيشي الأكثر ارتباكا .
• تيسير الجاسم وكامل الموسى والحربي والجيزاوي أثناء المباراة كانوا يفكرون في مباراة الديربي القادمة .
• مباراة الغابون غدا دون أدنى شك ستكون أكثر فائدة لمنتخبنا من مباراة أسبانيا .
الرمية الأخيرة :-
يجب ان تؤخذ كرة القدم لدينا كمشروع وطني تتوفر له كل العوامل المهمة لإنجاحه ( الفكر والتخطيط والمال والبنية التحتية والملاعب والاهتمام بالفئات سنية والتسويق والإدارة والأعلام ) كما فعلت اليابان وتفعل الصين حاليا حتى ننهض بكرتنا بطريقة علمية صحيحة .